وعشرين سنة ولما أبلغ العشرين بعد، ولم يكن لي فيها علاقة غرام بسوى فتاة حالت الحوائل دون استمرارها وديمومتها، وأنها تزوجت برجل تقيم معه في سلام ووئام في لبنان، فمن هي هذه السيدة المتأمركة يا ترى؟
أف للمرأة المشغلة المعطلة، لم لا أركب قطار الظهر إلى الإسكندرية فأشبع ناظري برؤية البرية الخضراء المنبسطة، وأبهج نفسي بمشهد الشمس حين المغيب، تخضب الزاخر من موج البحر بدمها المسفوك وذهبها المذاب ونارها المتقدة؟! لم الذهاب إلى رئيس عملي أقف بين يديه وقفة المستجدي، وقد يستجيب رجائي بعد أن يغمرني بفيض من المنة أو يرفض ويتأبه ويتعالى، الأجل كلمات سمعتها بالتلفون من امرأة مجهولة قد تكون من المغامرات وقد تكون شيئاً آخر لا أملك وصفه أو الحكم عليه؟! أمن أجل هذه المرأة أنقض قانون العمل وأعرض نفسي لما لا قبل لها على احتماله من الرؤساء، أبلبل ذهني وأضنى أعصابي بتفكير سخيف، وشهوة باطلة، وأوهام أنسج خيوطها من اللاشيء تحقيقاً لبداوات امرأة لا أعرف وأجهل مقرها، وقد رفضت أن تتلقاني في الإسكندرية (كي لا أعطل عليها خطة الريادة وأفسد طريقة الاستكشاف التي رسمتها لنبش قبر (توت عنخ آمون) حي هوانا؟؟!!
لا لا. . . سأواصل عملي حتى موعد الانصراف ثم أسافر إلى الإسكندرية أقضي راحتي الأسبوعية فيها كالعادة
امرأة ممشوقة العود، عريضة الجبين، عسلية العينين، هدباء وادعة النظرات، آثار صباها بادية واضحة، وقفت هذه المرأة تجاهي في محل عملي المكتظ دائماً بعشرات بل بمئات السيدات من كل جنس ولون ومدّت لي كفاً ناعمة اللميس، طويلة الأصابع وقالت بصوت كسير لين أغن بعد أن تعلمت ابتسامة رقيقة بدت في ركني فمها دلالة تحرك النفس (جود مورنن)، وضغطت على كفي بكل ما في وسع المرأة التعبير عن المودة بالمصافحة
مرحبا بك يا سيدتي الأمريكانية وأهلا بهذه الطلعة البهية، قد رأيت صبحها منذ زمن بعيد. . . ولكن أين كان ذلك؟ في مصر، في الشام، في الطريق، في الكنيسة، أوه أكاد أقول لا أدري، هل لك أن تحرضي ذاكرتي على التذكر؟؟!
أحسب أن من كان مثلك في محل عملك هذا المتألق بأنماط من أنواع الخليط قد تضيق