والعلاقة أكيدة موثقة بين الأدب الروسي والنظام البلشفي، وهو يكاد يكون في صميمه أدب الفقراء. . . ومن هنا اعتزاز حكومة السوفييت بجوركي وغمرها إياه بالهبات والأعطيات حتى لقد كادت حياة الترف تتخمه عن أعز ما هيأته له الحياة ألا وهو أدب الصعاليك!
والمدهش أن يرضى جوركي عن الطاغية ستالين، ويؤلف القصص تحبيذا لسياسته التي هي سياسة تخريب العالم. . . وهذا ما أفقده عطف أعضاء لجنة نوبل، فلم يحظ بجائزتها إلى الآن، مع أنه أحق بها ألف مرة من كثيرين من نكرات الأدباء والأديبات الذين نالوها
وسنفرد قصص جوركي بكلمة خاصة
أدب التراجم
من المؤلم جداً أن يكون التاريخ العربي مليئاً بهذا العدد الوافر من الفلاسفة والعلماء والأدباء ولا تروج كتب التراجم عنهم بيننا، أو لا نجد من أدبائنا من يترجم لواحد منهم مع أن أحدهم جدير بأكثر من كتاب يؤلف عنه
اقرأ هذه الأسماء: الكندي. ابن سينا. ابن رشد. البيروني. ابن منظور. القلقشندي. الأصمعي. ابن أبي أصيبعة. الجاحظ. النويري. . . . . الخ. أفنحن قوم يقدرون تراثهم؟ نحن لا ننكر أن غير واحد من أدبائنا طرق هذا الميدان البكر، ولكننا إذا استثنينا أبا العلاء والغزالي وبن خلدون ورسالات مقتضبة عن الكندي والبهاء زهير والليث بن سعد وجدنا أننا فقراء جداً إلى كتب التراجم
اللغة العربية منذ مائة عام
لما أنشأ المغفور له محمد علي الكبير دار صناعة الإسكندرية لصنع السفن الحربية لم يمض غير قليل حتى صار لمصر أسطول عظيم مرهوب الجانب. وكانت كلما أنزلت إحدى القطع من دار الصناعة إلى البحر أقيمت الحفلات وتبودلت الخطب على نحو ما يجري هذه الأيام في الممالك العظيمة مما نشاهد صوراً منه على الشاشة الفضية في دور السينما. والآن اسمع هذه الكلمات في وصف البارجة (الإسكندرية) عند نزولها إلى البحر: (الوقائع المصرية عدد ٣٤٠ يناير سنة ١٨٣٢)