نيرات وزير خارجية ألمانيا ليعلمه بأن بريطانيا تعلق أهمية كبرى على قبول ألمانيا دعوة مجلس العصبة. وفي صباح الأحد زار السير اريك فيبس (الزعيم) وأوقفه على رأي حكومة لندن.
وبعد أن استشار الهر هتلر مستشاريه أرسل إلى سكرتير العصبة يخبره بأن حكومة ألمانيا تقبل الدعوة مبدئياً على شرطين:
أولهما: أن يكون لممثل حكومة ألمانيا حق المساواة مع بقية ممثلي أعضاء المجلس في المرافعات وقرارات المجلس.
وثانيهما: أن تتسلم حكومة ألمانيا تأكيداً قطعياً بأن الدول المعنية - مستعدة للدخول حالا - في المفاوضة على (منهاج السلام الألماني)؛ الذي يعتبرونه (أي الدول) وإعادة السيادة الألمانية في أراضي الرين كخطوة سياسية متحدة، وجزأين متلازمين لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.
واعتبرت بريطانيا الشرط الأول معقولاً ومقبولاً. وأن عزم بريطانيا كان ولا يزال على أن تكون ألمانيا في لندن على قدم المساواة مع الدول الأخرى. وأما الشرط الثاني فقد أغضب الدوائر السياسية وأثار الصحافة على حكومة برلين، وكتبت مقالات رئيسية ناقشت فيها أعمال هتلر وجوابه الأخير، حتى أن لهجة (التيمس) كانت غير مألوفة. ومما قالته في عددها الصادر في ١٠ مارس إنه يجب التذكير وإعادة القول بأن عمل ألمانيا كان مهيناً في أسلوبه، و (إن دولة غير شريفة قادرة دائماً وأبداً على أعمال غير شريفة). . وأنه حجر عثرة محال قبوله، ولا يمكن لفرنسا احتماله
وفي الواقع لقد أثار جواب الهر هتلر الرأي العام الفرنسي وأخذت الصحافة تهاجمه مهاجمة عنيفة، واضعة اللوم كله على بريطانيا لمساعدتها ألمانيا وتشجيعها لها. ولقد صرح مسيو فلاندان لمراسلي الصحف بأنه يرفض طلب الهر هتلر لسبب واحد فقط: هو أنه قدم لندن ليسجل الاعتداء على لوكارنو؛ وهو لا يريد مناقشة أي شيء غير هذا، حتى وإن كلفه ذلك مغادرة لندن وترك مجلس العصبة.
ولما رأى الهر هتلر أن الرأي العام ناقم على جوابه، خشي خسران عطفه عليه، فعمل على تخفيف وقع جوابه، فأرسل إلى حكومة لندن يخبرها بأنه خطأ قد حصل في ترجمة جوابه؛