للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المنتجين العظماء!) وقد عرض لسنج في ثنايا القصة إلى ضروب من النقد الحر المعتدل البعيد من الصلف جعلتها قانونا عاما لهذا الفن الذي هب أدباؤنا اليوم يشكون مر الشكوى من المتطفلين عليه بغير الحق.

٢ - سانت بيف (١٨٠٤ - ١٨٦٩)

لا يستغني طالب الأدب الفرنسي عن كتاب (أحاديث الاثنين) لسانت بيف؛ بل نبالغ إذا جزمنا أنه لا غناء لمتأدب في أي أمة عن هذا الكتاب الذي لا يعدله كتاب في النقد الأدبي في العالم. ولم يكن لورد مورلي مبالغاً حين قال إن من شاء استيعاب الأدب الفرنسي كله فحسبه أحاديث الاثنين لسانت بيف، فهي ذوق وذخيرة وعدالة ومفتاح ذهبي لكل من يستغلق عليه شيء من هذا الأدب الحافل.

وقد عرض سانت بيف لطائفة كبيرة من الأدباء الإنجليز والإغريق في أحاديثه، فحلل آدابهم وعرضهم على قرائه عرضاً علمياً شائقاً شهد بعدالته وسموه كبار النقاد الإنجليز أنفسهم، وإن يكن قد قدح في طريقة الناقد الإنجليزي الكبير صموئيل جونسون التي عرض بها لجمهرة من الشعراء في كتابه (حياة الشعراء ولم يكن سانت بيف متعسفاً في هذا القدح، بل كان صائب الرأي فيه إلى حد بعيد؛ ويكفي أن تعلم أن كتاب جونسون هو مجموعة مقدمات لدواوين الشعراء كان يطلب منه تقديمها إلى القراء بها، فكان لا يعني فيها إلا بإبراز محاسن الشاعر وإلا كبار من شأنه غاضاً الطرف عن عيوبه يكفي أن تعرف هذا لتتفق مع بيف في إقلاله من شأن جونسون وكما قدح بيف في طريقة جونسون في نقد الآداب، فكذلك لم ترضه طريقة مواطنه الكبير بوالو (لأنه كان ينظر إلى الأديب نظرة سطحية، ثم سرعان ما يصدر حكمه عليه؛ والناقد العادل ينبغي أن يستعرض حياة الأديب وعصره وبيئته وظروفه فيشرحها للقراء شرحاً مسهباً ثم يدعهم يصدرون أحكامهم؛ فليس من وظيفة الناقد أن يكون قاضياً. . .)

وأحاديث الاثنين فصول ممتعة كان يحررها بيف في إحدى المجلات الدورية ثم جمعها وأصدرها في عدة مجلدات وأردفها بكتابه الرائع في النقد والأدب والفلسفة وقد تناول فيه الحركة الذهنية برمتها في عهد لويس الرابع عشر.

٣ - بلنسكي (١٨١١ - ١٨٤٧)

<<  <  ج:
ص:  >  >>