وفي عام ١٨١١ نشر رسالة مطولة: عنوانها (حاجتنا إلى الإلحاد) دعا فيها جميع الأستاذة إلى الإلحاد أو إلى تفنيد آرائه ودحضها بالمناقشة، ولكنهم ألقوا بدعوته دبر آذانهم ثم طردوه من الجامعة هو و (السير توماس جفرسن) المتشرع المشهور لأنه استجاب لدعوته واعتنق جميع مبادئه.
وفي عام ١٨٥٨ ألف (توماس جفرسن) كتاباً عظيماً عن صديقه شيلي أكسبه شهرة واسعة في الأوساط الأدبية، وقد نشره تحت عنوان وهو يتضمن حياة شلي وتعاليمه مذيلة بشروح عظيمة لا نعثر عليها في غيره.
آراء الأدباء في شيلي
يقول روبرت براوننج: لقد هاجم شيلي مبادئ المجتمع العظيمة دون أن يتحقق صحيحها من فاسدها، وغثها من سمينها، ونسب إلى الكنيسة والحكومة الشيء الكثير، مما يزري بشأنهما ويحط من مقامهما في أعين الناس. ولقد كان في حملته التي شنها على العرف والعادات، وعلى الشرائع والديانات، يُقاد بتهور العاطفة لا بتمحيص العقل، وبنشوة الشباب لا برصانة الفكرة؛ وكان يلقى بأحكامه جزافاً قبل أن يعمل فيها مشرط العقل وقبل أن يعرضها على محك الاختبار.
ويقول سوينبرن: إن إعجابي بشيلي عظيم لا ينتهي، وما ذاك إلا لفرط محبته الواسعة لجميع المخلوقات، تلك المحبة التي تقرن اسمه بالمسيح ما دام في الكون فقراء ومساكين. لقد درس آراء أفلاطون - ولا سيما في ثناياها بأسمى ما عرفه من المثل العليا، تلك المُثل التي صرف في تحقيقها ريق العمر وزهرة الشباب فما أفلح.
ويقول أرنولد: ثلاثة ينبغي تقديسهم: بوذا لتضحيته، والمسيح لمحبته، وشلي لإنسانيته.
ويقول بيكوك: مهما يكن من الحاد شيلي فآني أرى فيه مثال الدين الصحيح لإقباله على عمل البر وحدبه على الفقراء. فقد شهدته مرة وقد ابتاع من أحد المتاجر مجهراً، فما لبث أن أودعته لساعته عند تاجر آخر وأخذ مقابله قليلاً من المال، ورأيته يركض بعد ذلك بخطوات فسيحة لينقذ بائساً رآه في وهده الشقاء. وكانت تلك الكمية صبابة ما بقى لديه من المال.