- (لماذا يفرق كريون بين الموتى في حقوق السماء المقدسة؟ لقد أمر أن تحتفل طيبة بأسرها بجناز إتيوكليز. . . في حين تترك جثة بولينيسيز في عراء طيبة لجوارح الطير، وسباع البرية، من دون ما دفن ولا إقام شعائر. . حتى التراب. . لقد أبى أن يحثي عليه التراب يا أختاه! والآن! لقد أنبأتك بكل شيء! فهل تبرهنين على كرم أرومتك! وشريف عنصرك، فتعاونيني فيما اعتزمت، أم. . .
واشؤماه! وهل بيد ضعيفة مثل حل أو ربط؟! ماذا ترينني أصنع؟
- (ألا تقاسمينني حلو هذا الأمر ومره؟)
- (ماذا تعنين؟
- (نتقاسم، أنا وأنت، فنذهب إلى أخينا من فورنا هذا فندفنه؟!. .
- (كريون؟ وهل له الحق في منعي من القيام بشعائر ديني نحو أخي؟!)
- (أختاه! أنتيجونى! قليلاً من الحكمة يا أختاه! اذكري كيف كانت نهاية أبوينا العزيزين! أذكر كيف شنقت أمنا نفسها حين علمت أن زوجها هو ابنها؟ واذكري كيف سمل أبونا عينيه وذهب معك إلى كولونوس ليتحسى كأس المنون! واذكري أيضاً كيف اقتتل إخوانا وقتل كل منهما الآخر! أفلم يبق وراء كل أولئك إلا أن نلقى بأيدينا أنا وأنت إلى التهلكة؟! أما عن نفسي، فإني أفضل الخضوع لأمر ولي الأمر، فإني امرأة ولم تخلق النساء لمشاكسة الرجال!
- (إذن. . . فلن أرغمك على شيء. . . وحسب هذه اليد الكريمة أن تقوم بالأمر كله وحدها! يا للفخر أن أضطلع بكل شيء ثم أموت! كم تشيع الكبرياء في نفسي حين ألقى أخي في الدار الآخرة وقد أديت له هذا الحق بمفردي؟! إن هذه الحياة لا بد أن تنتهي، فلم لا تكون نهايتها هذه الجريمة المقدسة؟ أنت تأبين أن تزدري قوانين الأرض، ولكنك لا