للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ترفضين أن تحتقري مع كريون شرائع السماء! فهنيئاً لك! يهنيك ما اخترت لنفسك يا أختاه!

- (أنا لا أزدي ولا أحتقر، ولكن أخشى ثورة الأولياء!

- (كأني بك تعتذرين عن جبانتك! اطمئني! سأذهب وحدي لأدفن جثمان أخي!

- (يا للآلهة! كم أخشى عليك!

- (لا تضيعي خشيتك ومخاوفك عبثاً! عليك نفسك!

- (إذن لا تبوحي بسرك لأحد، وسأكتم أنا الأخرى كل شيء!

- (بورك فيك! بل تحدثي به لكل من يلقاك. . . للناس أجمعين!

- (أنت تتحدين خصومك! يا للطيش!

- (تحد يسر قوماً آخرين. . .

- (هذا إذا نجح قصدك، وتم تدبيرك. . . على أنني أراك تضربين على غير هدى)

- (حسنا! سأحاول، فإذا فشلت فقد أديت واجبي)

- (بل ينبغي ألا يحاول الإنسان المحال)

- (ها. ها. . إن كلامك جدير باحتقاري بقدر ما هو خليق بمقت أخيك. . . اصمتي! على وحدي وزر ما أنا قادمة عليه. . . ولن يحزمني القضاء من موتةٍ شريفة خالدة!)

- (لتذهبي! إنه يبدو لي أن لا سبيل للوقوف بسبيلك، يا طائشة! وإن تكن جرءاتك آية وفائك وبرهان محبتك. .

(تخرج كل منهما من ناحية)

- ٣ -

ويقبل الخورس (عجائز طيبة) فينشدون ويهزجون، ويتغنون آلام طيبة ذات سبعة الأبواب وأشجانها، ويرددون ألحان المأساة الباكية. . . مأساة أوديب، ثم يلمح رئيسهم كريون، ملك طيبة وطاغيتها. مقبلا، فيصمت ويصمتون

(يدخل كريون)

- (أيها الأصدقاء! إخواني أبناء طيبة الأخيار! أصغوا إلي! لقد تمت المأساة، وانقرض

<<  <  ج:
ص:  >  >>