للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كل ما رتبت. هذه الحقيبة لا يجوز أن تكون تحت غيرها لأنها من جلد طري فهي تخشى عليها التلف. . وهذه الكبيرة فيها ما قد تحتاج إليه في الطريق فيجب أن تكون فوق. فأقول ولكن الطرية يجب أن تكون فوق فماذا أصنع؟؟ فتقول هات الطرية معنا في السيارة فأطيع وأحل ما عقدت، وأعقد ما حللت. ثم يتضح أن فيما ربط خلف السيارة أشياء لا بد منها كل يضع دقائق في الطريق، فأسأل مثل ماذا؟ فتقول مثل زجاجة الكولونيا الصغيرة وملحقاتها من أدوات الزينة المعروفة التي لا غنى عنها - حتى الفتيات الصغيرات مثل (فتنة) صرن لا يستغنين عن ذلك، فأعود إلى الحل والعقد وأفتح لها الحقائب - في الطريق من فضلك - ولم تكن الشمس قد طلعت، ولكنه كان هناك خلق كثير أحتشد لمكيدتي!! وقد عنيت بأن أحصي هذا الخلق وإليك البيان:

(١) سائق مركبة (كارو) - سكران على الأرجح

(٢) ستة من عمال الطرق عائدون يمشون صفين ومعهم المكانس يحملونها كما يحمل الجنود البنادق. وقد وقفوا ينظرون إلينا مسرورين

(٣) قطتان: واحدة على رصيفنا والأخرى على رصيف (ذات الثوب الأرجواني)

(٤) أربعة غلمان كانوا سائرين فلما رأونا راقهم منظرنا فوقفوا ينظرون ويتبادلون الملاحظات ولا أدري من أين جاءوا ولا إلى أين كانوا ذاهبين في هذه البكرة

(٥) رجل من عمال شركة النور كف حين رآنا عن إطفاء المصابيح وجاء ووقف مع الغلمان

ولم أحسب المارة الذين أبى لهم أدبهم - أو ذهولهم - أن يقفوا ويتفرجوا. وقد كان هؤلاء جميعاً يضحكون منا حتى القطتان

ولا أمل القارئ بوصف هذه الرحلة وما جرى فيها فليس لهذا آخر، فقد كان كل كيلو فيها لا يخلو من حادثة، وصار لي في هذه السكة الزراعية من الذكريات بعدد ما على جانبيها من الأشجار. ولما دنونا من البلدة قالت: (هل هذه هي. . .)

قلت: (قربنا)

قالت: (أراهن أنك لن تقبل بعد اليوم أن تحمل في سيارتك فتاة أخرى) ثم التفت إلي لأعني أنها انحنت قليلاً إلى الأمام وواجهتني وهي تبتسم وقالت: (قد تكره أن تسمع مني هذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>