للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولكني شاكرة. . . شاكرة جداً. . وقد أتعبتك. . لا تقل شيئاً فإني واثقة أني أتعبتك. ولكنك كنت حليماً جداً)

فقلت: (كلام فارغ. . قولي شيئاً آخر)

قالت: (لا أدري متى يتاح لي أن أراك مرة أخرى ولهذا عجلت بشكرك في الطريق)

فضبطت نفسي بجهد، ومع ذلك كانت (إيه؟) التي ندت عني كالصيحة فقالت: (نعم فأني مرتبطة بأهلي فإذا رحلوا - كما ينوون أن يفعلوا - إلى الإسكندرية رحلت معهم وإلا بقينا. . وأنا أرجو أن يبقوا فأني أريد أن أتملى بـ. . . وبـ. . .)

فصحت بها: (ماذا تعنين؟؟ أعني ما الفائدة من حملك كل هذه المسافة من القاهرة إلى هذه القرية السحيقة إذا كنت ستختفين غداً؟؟)

قالت: (وماذا أصنع؟. وعلى كل حال كيف يعنيك هذا؟. ماذا يهمك؟)

قلت مغالطاً: (لا شيء بالطبع! لك الحق)

قالت: (لقد كنت أهم بأن أقول لك أكتب إلي إذا شئت ولكني عدلت الآن. . من فضلك أنتظر لحظة. . دقيقة واحدة فإن جوربي أتسخ جداً وأريد أن أغيره قبل أن ندخل البلدة)

فوقفت ونزلت من السيارة وذهبت أتمشى فلما عدت - إجابة لندائها - قالت: (الآن أنا نظيفة وجميلة)

فقلت: (أنت دائماً هكذا)

قالت: (صحيح؟) وكنت صادقاً فما فقدت ذرة من نضارتها ورونقها بعد مائة وثمانين كيلو متراً

فقالت: (إن خير ما فيك أنك تعني ما تقول. . فأنا أعرف الآن أني دائماً جميلة. . وأنا أعرف بغير معونتك أن ساقي جميلتان لا تكابر. . لقد قلت هذا. . ولكن عيني. . و. . و. . وشعري. . أنا مضطربة. . لم أسمع منك ثناء على عيني وشعري)

فقلت باختصار: (خير ما رأيت)

فابتسمت وقالت: (ثناء وجيز. . وجيز جداً. . ولكنه يكفي للاطمئنان. .)

فلم يسعني إلا أن أقرصها وأنا أصيح بها (يا ملعونة)

وأعود إلى الريف الذي نشدت في ظله الروح والراحة فأقول أن هذه الزروع التي تمتد إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>