وإلى الجنوب الشرقي من دير العاقول على مقربة منه دير مرماري الذي يسمى دير قُنىّ أو (قُنّه) وهو على ١٦ فرسخاً من بغداد يبعد على الشاطئ قليلا
وأمام دير قُنى على الشاطئ الصافيةُ على فرسخين إلى الجنوب والشرق من دير العاقول. وكانت على ميل من الشاطئ في زمن ياقوت.
وعلى نحو ثمانين كيلاً من بغداد إلى الجنوب والشرق توجد اليوم أرض تسمى أرض الدير. ذهبت إليها يوم الجمعة الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة خمسة وخمسين وثلاثمائة. فإذا تلال كثيرة متقاربة قليلة الارتفاع عليها حطام من الآجر والخزف تبعد عن شاطئ دجلة الشرقي نحو كيل واحد
وقد سألت أعراباً نازلين هناك من قبيلة شّمر عن أرض أخرى تسمى أرض الدير في هذه الناحية فنفوا هذا. وسألت عن أسماء العاقول وقنى والصافية، أتعرف اليوم هي أو ما يقرب منها؟ فنفوا جازمين
وإذا نظرنا إلى المسافة بين هذه الأرض وبغداد فهي تقارب خمسة عشر فرسخاً. وهي المسافة المقدرة بين بغداد ودير العاقول في معجم البلدان وغيره
ومهما يكن فأكبر الظن أن هذه التلال بقايا دير قنى أو دير العاقول. وكانا متقاربين، وهذا يدل على أن دجلة لم تغير مجراها كثيراً في هذه الناحية
وأما الصافية فأحسب موضعها الآن في مجرى النهر، فقد كانت أيام ياقوت على ميل من دير قنى، ويؤيد هذا القول صاحب مراصد الإطلاع عن الصافية، (وقيل موضع دجلة)
- ٣ -
الروايات في مقتل أبي الطيب متفقة في جملتها، ولكن بعضها أبين وأكثر تحديداً من بعض، وهي في التحديد قسمان:
١ - روايات تجعل مقتله قرب النعمانية أو قرب دير العاقول دون ذكر الموضع الذي قتل به
٢ - روايات تذكر الصافية على أنها موضع القتل أو قريبة منه وهي على مقربة من دير العاقول، بينه وبين النعمانية، فليست تناقض الروايات الأولى، بل تزيد عليها تحديداً