٣ - رواية ابن خلكان التي تحاول الجمع بين الروايات فتقول:(بالقرب من النعمانية في موضع يقال له الصافية من الجانب الغربي من سواد بغداد عند دير العاقول بينهما مسافة ميلين)
وحق أن الصافية قريبة من دير العاقول ولكنها ليست قريبة من النعمانية إلا قرباً نسبياً
٤ - رواية ابن جني ونسخة بغداد ونسخة في الموصل تذكر مكاناً محرّفاً مضطرباً بين فرع ونيزع وشرع. ولم أجد لها ذكراً في الكتب
يستطيع الباحث بعد هذا أن يقول إن أبا الطيب قتل على مقربة من الصافية، ولكن ابن خلكان وابن الأنباري يقولان:(من الجانب الغربي من سواد بغداد) والصافية على الشاطئ الشرقي، فكيف هذا؟
رواية ابن خلكان متناقضة بلا ريب، فهو يقول في موضع يقال له (الصافية من الجانب الغربي) وهذا خطأ، وأحسبه اتبع ابن الأنباري فالعبارتان متقاربتان. فهل عبارة ابن الأنباري مقبولة؟
هو يقول (حيال الصافية من الجانب الغربي) فيمكن أن يقال إن مقتل الشاعر في الجانب الغربي حيال الصافية على الضفة الشرقية - وكلمة حيال هذه صحفت في بعض الروايات إلى جبال وليس عند الصافية جبال
يمكن قبول رواية ابن الأنباري بهذا التفسير لو لم نعرف الطريق بين واسط وبغداد أتساير الضفة الشرقية أم الغربية من دجلة، ولكننا نعرف من كتب المسالك أن الطريق شرقي دجلة. وقد عرفنا أنه مر بجبّل وليس لنا أن نفرض أنه سار شرقي النهر من واسط إلى جبل حيث نزل على ابن نصر ثم عبر إلى النعمانية ليعبر إلى الشرق مرة أخرى
وخلاصة هذه الكلمة أن جمع هذه الروايات ونقدها وتعّرف مواقع البلاد التي ذكرت في الروايات والطريق بين واسط ودار الخلافة. كل أولئك يبين لنا أن مقتل أبي الطيب كان عند الصافية شرقي نهر دجلة على نحو ستة عشر فرسخاً من بغداد
- ٤ -
سار أبو الطيب من واسط يؤم بغداد في طريقه إلى الكوفة وكان مسيره يوم السبت سابع عشر رمضان. وفي هذا اليوم كتب عنه علي بن حمزة البصري روايته القصيدتين