للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجديدة) أو الفيتانوفا الذي يصف له خلجات قلبه وضمنه ترجمة طلية لحياته وصلته بالفتاة الفتانة بياتريس دبورتيناري وجمع فيه كل الأشعار التي تغزل فيها بحبيبته. والكتاب رائع حقاً، ويعتبره المؤرخون أول كتب من نوعه في فجر النهضة وآخر ومضة من الأمل في العصور الوسطى

ولقد كان دانتي يحل ضيفاً على أمراء الولايات الإيطالية الشمالية فيقابل بالترحاب من الجميع، وكان الجميع يكرمون وفادته ولا سيما كين دلّلاسكالا أمير فيرونا الذي لبث دانتي في ضيافته حتى عام ١٣٢٠، ثم ارتحل إلى جيدو نوفللو دابولنتا عظيم رافنّا ومن ثم ذهب إلى البندقية في بعث سياسي. . . ولكن البندقيين استخفوا به فأثر ذلك في نفسه حتى قيل إنه حم، فعاد أدراجه والمرض يفتك به. . . ولقي حتفه عقب ذلك بزمن قصير

وفيما بين سنة ١٣٠٦، ١٣٠٨ ألف دانتي كتابه الفلسفي (الوليمة) وقد حاول فيه تبسيط الآراء والنظريات الفلسفية لتسيغها أفهام العامة، وهو في رأينا أقل قيمة الفيتانوفا. وإن يكن دانتي نفسه قد فضله على الفيتانوفا

ويقولون إنه ألف قبل ذلك (١٣٠٤) كتابه العجيب (في فصاحة اللغة العامية) حاول فيه خلق لغة قومية للإيطاليين يكتبون بها ويؤلفون فيها كتبهم بدل اللغة اللاتينية التي كانت مستعملة في ذلك الوقت

وفي سنة ١٣٠٩ ألف كتابه - وفيه يتغنى بالإمبراطورية الرومانية القديمة ويحفز همم الإيطاليين لإحيائها (لأنها نظام فرضه الله على البشر، وهي وحدها التي تأخذ بأيدي الناس إلى السلام والنظام والعدالة، وهي سلسلة متصلة في التاريخ لا انفصام لها. . .) وتلك نُعَرة عرف بها دانتي، انتقلت بعجزها وبجرها إلى زعيم إيطاليا الحديثة

ويرجح مؤرخو دانتي أنه كتب الكوميدية الإلهية إذ هو ضيف كريم على أمير فيرونا ثم أتمها في رافنّا قبيل وفاته في سبتمبر سنة ١٣٢١

وهاك ما أختتم به الفيتانوفا بصدد الكوميدية الإلهية:

(. . . أبتهل إلى الله القدير أن يمد في أجلي - إذا شاء - كي أكتب في ملاكي ما لم يكتبه أحد في امرأة من قبل. . . حينئذ. . . كم تكون روحي سعيدة حين تسبح في ملكوته الأعلى لتتزود نظرة من. . . بياتريس!)

<<  <  ج:
ص:  >  >>