وهناك كما ينثر الريش في يوم عاصف. . . ومن هؤلاء هيلين التي شبت بسببها حروب طروادة، وكليوبطرة، ثم يرى الزوجة المفتونة فرنشسكا التي أحبت أخا زوجها (باولو) حين كان يقرأ لها قصة لانسلوت الغرامية (فلما بلغنا هذا الحد من القصة، ورأينا باولو يطبع قبلة حارة على فم فرنشسكا، نظر باولو إلي، واغرورقت عيناه بالدموع، وأهوى على فمي يقبله. . . واستسلمت. . . فلم أقاومه!!) ويألم دانتي أشد الألم وأبلغه، فيغشى عليه حزناً على فرنشيسكا التي كانت تقص عليه خبرها (٦) وينهض من غشيته، ويبلغان الدرك الثالث، حيث الحمأ المسنون والوحل المركوم تسبح فيه أرواح المنهومين الطماعين، وتنصب فوقهم شآبيب من برد وثلج، ويمزق الكلب سيربيروس أبدانهم شر ممزق. ويلقيان (كياشو) أحد الأشقياء فيتنبأ لهما بما سيجتاح فلورنسا من شدائد (٧) وينطلقان حتى يكونا في الدرك الرابع حيث تعذب أرواح البخلاء والمبذرين الذين يعير بعضهم بعضاً، ويبلغان الدرك الخامس حيث تعذب أرواح العابسين وأهل الشر في بحيرة (ستيجيا). ويطوفان قليلاً حول البحيرة ثم يصلان إلى سفح برج منيف (٨) فيقبل نحوهما نوتي اسمه فلجياس فيحملهما في زورقه إلى شاطئ البحيرة المقابل - ويصلان أيضاً إلى مدينة ديس حيث تعذب أرواح الجن والعفاريت ولكن هؤلاء الجن لا يسمحون لهما بدخول مدينتهم ويذودونهما عن أبوابها (٩) ولكن ملكا كريماً يهبط عليهما فيدخل بهما إلى ديس حيث يريان أضرحة فيها نار مشبوبة تعذب فيها أرواح المجدفين والمهرطقين (١٠) ويأخذ دانتي في مجادلة بعضهم (١١) ويبلغ دانتي الدرك السابع حيث يلقى كبيراً من هؤلاء الهراطقة ويتمنى لو أن جميع من لقيهم في الجحيم (في الدركات السابقة) كانوا في ديس ليتعذبوا كعذاب هؤلاء! وينظر دانتي فيرى إلى بعض المرابين (١٢) ويبلغان الدرك السابع حيث يقودهما سنتور عظيم فيقفز بهما من صخرة إلى صخرة حتى يكونوا في قرار الدرك. وهناك ينظرون إلى نهر من الدم تسبح فيه أرواح شريرة هي أرواح الذين آذوا جيرانهم. ثم يحملهما سنتور آخر إلى الشاطئ المقابل (١٣) فيشهدان طوائف من الأشقياء (١٤) في أقسام مستقلة من الدرك السابع. ويتحدث فرجيل إلى دانتي عن تمثال كبير كان في جبل إيدا (أولمب)؛ وهو الآن ينصهر منها في نيران الجحيم (١٥) ويقابلان حشداً من الأرواح الهائمة فوق الحصباء المتأججة تتلمس شاطئ النهر، ويشهد دانتي بينهم أستاذه (!) برونتو