قصيدة الأستاذ السيد حسن القاياتي، وهي قصيدة قديمة تردد مجالس الأدب بعض أبياتها كقوله:
كأن وساما يعتلي صدر جاهل ... جنى من الأزهار يحمله قبر!!
ويتنادرون بأنه أنشدها المرحوم حافظ بك إبراهيم فلما جاء عند قوله:
لو إن المساعي تكسب المجد لم يلح ... بأوج العلا إلا أنا وأخي البدر
قال له حافظ: أيه يا أخانا. . يورى بأنه البدر
وهي - كسائر شعر القاياتي - نبيلة الأغراض، مركزة المعاني، وكثيراً ما أغار على معانيها لصوص الشعر كأن صاحبها قد أنهبها. . تضيق ألفاظها بمعانيها، فبعض المعاني يعوزه البسط في التأدية مثل قوله:
حبيب إلى الإنسان كل طريفة ... ولو بات في أثناء بردته البدر
فهو في حاجة إلى أن يبين بأن الملازم ممل ولو كان البدر؛ على أن أكثر المعاني يؤديها اللفظ بإيجاز بليغ كقوله:
شمائل غر أصبحت وهي سؤدد ... ويانعة الأثمار أولها زهر
والقاياتي عميق الفكرة، دقيق الالتفات، ولعل هذا هو الذي يجعله ضنيناً بالبسط، فهو يرى أنه أبان بتأديته المعاني بذلك الإيجاز، فالزيادة حشو، وهو يعلو في أسلوبه مترفعاً بالجزالة عن السهولة والتبذل، أنظر إلى قوله:
أًشَفُّ وصال الغانيات ملاحة ... تُلهِّيك بالحسناء ليس لها مهر
فأنك وأنا إذا أردنا أن نعلم ما يقول لابد أن نشحذ الذهن لينفذ إلى عمقه، وهناك نقف على معناه، يقول: ملاحة الحسناء التي لا تتزوجها فلا تدفع لها مهراً أشهى وصال الغانيات وأشده قتلاً للكلف المدلَّه
والقاياتي شاعر مجدد. . من المجددين الحقيقيين لا الذين يرددون كلمة التجديد، ويتحلون بمضغها، فهذه قصيدته قل أن تجد فيها معنى من المعاني العامة، فأكثرها مشابه من خواص المعاني التي لم يسبق إليها كقوله: