كأن وساماً يعتلي صدر جاهل ... جنىّ من الأزهار يحمله قبر!
وقوله:
تطالعنا تحت البراقع أوجه ... حسان كما يغري دُجُنَّته الفجر
وقد تناول في القصيدة بعض النواحي الاجتماعية بالنعي والنقد المر كقوله يصف المجالس والمجتمعات:
مجالس حفل بالقبيح كأنها ... مغاني بغايا ملؤها الفحش والهجر
إلى أن يقول في ذلك:
تحياتهم سب الجدود فكاهة ... وكم نيل فيمن يشتهون فتى برر
سباب تهاداه الثغور بواسما ... كأن الذي أهداه بينهم عطر!
وقد صور نوازعه وأحاسيسه في القصيدة تصويراً بارعاً صادقاً والأبيات الآتية تدل على نبل خلقه، وتصور ميول نفسه، قال:
إلى الله أشكو أنني لست واجدا ... سوى لذة من دون تحصيلها العهر
أشف وصال الغنيات ملاحة ... تلهيك بالحسناء ليس لها مهر
إذا أمكنت من ريقها الخمر صاح بي ... نذير الهدى: ما أنت والخمر
أمر بها في الكأس حمراء عذبة ... فأحسبها جمراً وفي كبدي جمر
وفي البيت الأخير يقول أنه يمر بالكأس حمراء عذبة، فإذا كان يشهدها حمراء فكيف علم عذوبتها؟!
قد يباح للشاعر أن يتردد ويتناقض في قصائد من شعره لاختلاف الظروف التي تحيط بمشاعره، فان للشاعر من ذلك ما ليس للعالم الباحث؛ ولكن لا يجوز له أن يتردد أو يتناقض في قصيدة واحدة، فكيف يجمع شاعرنا بين قوله:
كفى ضيعة للحسن خدر يصونه ... أرى الطيب كل الطيب أن يهتك الخدر
وقوله:
كناسكم يأيها الغيد أنني ... ضمنت لكم أن ينهب اللؤلؤ النثر
هو العار فليقن الحياء وإنه ... لكالنحر للعشاق أن يكشف النحر
وفي البيت التالي مغالطة: