بينهم السيدة سابيا السينية التي تتحدث إليه فتخبره عن سبب تخلفها هنا. (١٤) ثم يلقى واحداً من سكان وادي الأرنو (النهر الذي تقع عليه فلورنسا) فيحدثه عن سبب انحطاط الفلورنسيين وسائر سكان هذا الوادي، ثم انحطاط الناس في رومانا. . . . ويمضي الشاعران بين ضجيج الأرواح الهائمة، تلغط جميعاً بهراء من الحسد والأحقاد القديمة (١٥) ويحدوهما ملك كريم إلى الدار الثالثة من المطهر حيث تطَّهر الأرواح من سورة الغضب والجموح الدنيوي، وبعد أن يكلم دانتي بعض هذه الأرواح السادرة ينشر ضباب كثيف يغشى الوادي، ويظل فيه الجميع (١٦) ويتعرفون الطريق على أصوات الأرواح التي تصلي لبارئها، ثم يبرز من الضباب روح جريء (ماركو لومباردو) فيكلم دانتي ويقنعه أن الله القدير قد وضع في كل نفس إرادةً حرة تهدي إلى الرشد أو تنتهي إلى الضلال، وأن فساد الدنيا هو الثمرة المرة لهذا المزيج غير المتكافئ في نفوس الحكام من القوى الروحية والشهوات الحسية (١٧) وينجاب الضباب أو هم يخلصون منه آخر الأمر، ويتقدم إليهم ملك جميل فيقودهم إلى الدار الرابعة من دارات المطهر؛ حيث يقر أهل الكسل وعدم المبالاة ليخلصوا من أدرانهم (١٨ - ١٩) ويتحدث فرجيل حديثاً طويلاً عن الحب، فيقسمه إلى حب طهري وحب شهوي، ويعزو إلى الأول كل ما يصدر من خير وإلى الثاني كل ما يمسخ الحياة من شر؛ ثم يقودهما ملك آخر إلى الدار الخامسة حيث يطهر الطماعون وجماعو المال من خبثهم، ويلقي بين هؤلاء البابا أدريان الخامس فيكلمه (٢٠ - ٢١) ويلقى دانتي الملك هوج كانت من ملوك فرنسا فيحدثه هذا عن أحفاده وذراريه من ملوك ذاك البلد. ثم تزلزل الجبل ويميد بمن عليه فتهتف الأرواح الهائمة على جنباته:(المجد لك يا رب. . . العظمة لك يا الله!). ثم يتقدم إلى الشاعرين روح قد تم تطهيره واخذ طريقه إلى الفردوس، ويدعى ستاتيوس فيشرح لهما سبب الزلزلة السالفة، ثم يتقدم إلى فرجيل فيعرفه ويكاد يطير من الفرح للقائه (٢٢) ويخب الثلاثة في طريقهم إلى الدارة السادسة حيث يطهر المنهومون وأهل البطنة، وحيث يرون شجرة باسقة ذات طلع نضيد وفاكهة حلوة يفوح ارجها، في أوراقها أرواح تذكر الله وتسبح بحمده وتشكر له ما رزقها من عفة (٢٣ - ٢٤ - ٢٥) وينظر دانتي فيرى روح صديقه فوريز الذي ينتقد بشدة هذا الملبس الجديد الشاذ الذي اتخذه أهل فلورنسا، ثم يرى دانتي جماعة من أصدقائه المتلبثين في