للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من نفس دانتي ويخاطبه في شأن أصحاب السيطرة والحكام من المسيحيين وما سيؤدونه من الحساب الثقيل يوم القيامة. (٢٠) وكذلك يمتدح النسر عدل بعض الملوك وورعهم، ويكوِّن هؤلاء عين النسر نفسه، وفي إنسان عين النسر يقف النبي داود، وفي الدائرة المحيطة به يقف تراجان وحزقيال وقسطنطين ووليم الثاني ملك صقلية وزفيوس. . . ثم يوضح له كيف وصلت أرواح هؤلاء إلى الفردوس وهم لم يؤمنوا بالمسيح (ولكنهم عملوا بما جاء قبله من لدن الرب فاستأهلوا دار المثابة). (٢١) ويسموان في السماوات العلى، فيبلغان السماء السابعة التي هي سَاتِرْن (زُحَل) حيث يسمق منه سلم ذاهب في الجو لا تدرك آخره عينا دانتي. وفي زحل يلقيان أمماً من أرواح الصالحين الذين قضوا حياتهم الأولى في اعتزال وصوفية وتأمل. ثم يدنو منهما روح كريم نقي، وهو روح خليل المسيح الورع التقي بييرو داميانو (أحد كرادلة الكنيسة ومصلحيها العظماء) فيجيب على أسئلة كثيرة يوجهها إليه دانتي، ثم يقدح في ذمم القسس الأخسّاء ورعاة الكنيسة الذين فتنتهم الدنيا بزخرفها وصرفتهم عن وظائفهم الدينية وشغلتهم عن هداية الناس. (٢٢) ويريان جموعاً أخرى من الأتقياء المتفكرين ومن بينهم القديس الأطهر بندكت الذي يذكر لدانتي أسماء أصحابه الراضين في ظلال الرب في فراديس زحل. ثم يستطرد فيذكر أن المسوح والزنارات وسائر ألبسة القساوسة ورجال الكنيسة لا قيمة لها ما لم تزنها مسوح من الخلق الكريم والتقى والنقاء. ويزيد فيقدح في خراب ذمم الرهبان والأحبار وفساد ضمائرهم. وينطلق الألفان فيعرجان إلى السماء الثامنة، سماء الأنجم الثابتة، التي يدخلانها من الهَنْعَة. ومن ثمة يرجع دانتي بصره كرتين إلى الوراء فتبدهه المسافة الهائلة بينه وبين الأرض (٢٣) وهناك، يرى المسيح (صلوات الله عليه) يأخذ بناصر الكنيسة ويشد أزرها، ومن حوله الملائك الأطهار يسبحون لله ويلهجون بحمده. ثم يسمو السيد المسيح فيعرج في السماء العليا وفي أثره أمه البتول مريم، شاخصة إليها أبصار الجميع. (٢٤) ويتقدم القديس بطرس من دانتي فيسأله بضعة أسئلة يعرف بها إخلاصه ونقاء إيمانه، ويجيب دانتي فيقنع القديس بالكلم الطيب والبيان البريء (٢٥) ويتقدم القديس جيمس فيسائل دانتي عن الأمل، ثم يبدو القديس يوحنا فيدهش دانتي لرؤيته، ولكن القديس يمحو دهشه ويذكر له أنه عرج إلى السماء بروحه فقط، ولم يعرج إليها بروحه وجسمه إلا المسيح وأمه مريم. (٢٦) ثم

<<  <  ج:
ص:  >  >>