ويُفهَم، وهل تنحت الجبال بقلم؟
اجتمعت ضروب الآلام في صدرها، والناس في غفلة عن أمرها؛ كان كل من رآها يشفق عليها ويحبها، ولا يدرى لماذا؟. وكانت ملكة الخلق الكريم، والفكر السديد. تشعر بخطرات نفسي وتقرأ أسارير وجهي.
وكانت وإن لم تكثر الكتابة ملهمة لاتخطيء الإصابة، وكم فتنت منها بالكلم الدقاق والذكاء العجيب، قد عمر بها شعري الخراب، وتلألأ فيه صنعها العجاب. كانت نجى الأفكار في نفسي خبيرة بالكلمات التي تندّ عنّي.
تذبل الوردة الناضرة فتخلفها وردة أخرى تضئ مكانها وتفترّ، كأن الأولى لم تتغيّر. وتغرب الشمس المنيرة فإذا هي في الصباح مشرقة. ولكن شجرة الورد هذه لن تزدهر، ولكن هذا النجم في غروب مستمّر.
سلكتْ بي الفِكَرُ ألف سبيل وراءك أيها القمرَ فعيّ العقلُ دونك وأقصر. صاعقة ولكن لا يسمع صوتها، ونور يسقط ولكن لا يبين ضياؤه.
يا رب أين أين الحقيقة؟ أجعلت الغم سر هذه الخليقة؟
مهما طال بي الأنين واستمر، فما هو الا كأنين الشجر. . . . . .
لاريب أن حياتي سم أتجرعه، فيدنيني من الموت الذي أرتقبه،
شرِّح هذا الوجود فهو عدم، وقلِّب هذا السرور فهو ألم،
ليت شعري أفي الموت نجاتي؟ ليت شعري ماذا يحبب إلى حياتي؟ قد أنهدمت خليقتك عليَّ يا رب فكيف تحتها ثباتي؟
حسبي حسبي سموم هذا القهر، حسبي حسبي طغيان هذا النهر. أليس لهذه السيول تناهي؟ حسبي جرعة واحدة يا الهي.
ما بقائي في الدنيا! أعضو أنا في جسم الدهر؟ أأنا يا رب مرآة جلالك أم أنا شعاع من جمالك؟. . . . .
أمامي مسجد التوحيد الوضاء، وفي عقلي الشك وفي قلبي الرجاء. وفوقي لقاء السرمدية وتحتي فناء الآدمية.
أرجو من الخالق خلودا، فيبدو لي التراب والحجر وعيداً وأقول أن الإنسان لا مرية، إلى