امتلاك المستعمرات من قبل أو التي فقدت مستعمراتها لأسباب خاصة؛ وترجع الدول التي تضطرم بهذه النزعة الجديدة مثل إيطاليا واليابان وألمانيا وبولونيا مطالبها إلى حق المشاطرة في امتلاك المستعمرات على قدم المساواة مع الدول الأخرى التي تتمتع بالأملاك الاستعمارية الواسعة مثل فرنسا وإنكلترا وهولندا؛ وتزعم فوق ذلك أن لها حق الفتح والامتلاك بالقوة ما استطاعت سبيلا إلى ذلك، وتدعي أن العوامل الاقتصادية تدفعها إلى ذلك دفعاً؛ فزيادة السكان، والعطلة، وفقد المواد الأولية، وغيرها مما يرغمها على تلمس السبيل إلى تخفيف متاعبها الاقتصادية بامتلاك المستعمرات واستثمارها.
وقد بحث هذه المسألة كاتب سياسي واقتصادي كبير هو المستر جروفر كلارك، وأصدر عنها أخيراً كتاباً ضافيا بعنوان (مكان تحت الشمس) وألحقه برسالة أخرى عنوانها (قوائم الاستعمار) وفي الكتاب الأول يفند مستر كلارك مزاعم الدول الاستعمارية من الوجهة السياسية والتاريخية، وفي الثانية يفند مزاعمها من الوجهة الاقتصادية بإيراد الإحصاءات التي تدل على أن الغايات الثلاث التي تستتر وراءها: أعني إيجاد منذ للسكان، وافتتاح الأسواق المحلية، والحصول على المواد الأولية، إنما هي غايات مزعومة.
ويلاحظ مستر كلارك أن تحقيق هذه المزايا لا يتوقف على امتلاك المستعمرات فقط، بل يتوقف قبل كل شيء، وخصوصاً أيام الحرب، على القوة البحرية التي تملكها الدولة المستعمرة. ومن جهة أخرى فأن معظم البلاد التي تطمح إليها الدول المستعمرة قد أصبحت تغص بسكانها الأصليين، ومن الصعب أن ينافسهم في استثمار مواردها ومرافقها مهاجرون من الخارج، وينطبق هذا بنوع خاص على البلاد الواقعة في المناطق الحارة.
بيد أن العوامل الاقتصادية ليست كل شيء في الموضوع، فهناك ما يسمى بالعزة القومية، وهي مسألة أثارتها ألمانيا بنوع خاص. وهذا العامل المعنوي يراه المؤلف ضرباً من اللغو ولا يرى أن يقف به طويلاً، إذ أن المبدأ المسلم به هو (أن تحصد أينما بذرت).
وبحوث مستر كلاك وملاحظته جديرة بالاطلاع والتقدير.
من أخبار السفهاء في مصر
قرأنا في أحد أعداد جريدة الجورنال الباريزية ما يأتي:
(في مصر، على مقربة من الأقصر، يبنى الآن قصر فخم، وذلك من أجل سحر عيون