٥ - أن تتيقن المرأة أن قسطها أوفر من قسط الرجل في تكوين رجال الأمة، لأنه وإن تساوت وإياه بتكوين جسم الجنين من ذرات متساوية قيمة وعدداً، فإن أثر شخصيتها فيه ليفوق أثر شخصية الرجل، فهي المستودع والمرضع والمربي الأول.
٦ - أن تعلم المرأة ويعلم الرجل قبلها أن إقامة أسرة على أنقاض أسرة إنما هو من قبيل البناء على الرماد، وما يصلح الرماد أساساً يثبت عليه أي بناء.
٧ - أن تثق الفتاة من أن طهارة روحها وعفاف جسمها إنما هما الركن الذي يبني الرجل سعادته عليه، فتحرص على هذا العفاف لأن عثرته حتى في زواج خاطئ عثرة لا تقال؛ وقلما نرى امرأة خرجت ظالمة أو مظلومة من بيت مهدّم وتمكنت من بناء بيت جديد لا تساوره الأشباح ولا تدور في زواياه الخفية الوساوس والشكوك.
٨ - أن ينتبه رجال الشرع إلى ظاهرة خطيرة في أحوال الأسرة المصرية وهي ظاهرة الطلاق بنسبة مروعة تدل على ضعف العقيدة الدينية وعلى انحطاط في الأخلاق، وكلاهما نذير الدمار.
٩ - أن تعمل المصلحات النابهات بخاصة على إيجاد حضارة واحدة تتبعها نساء مختلف العناصر المكوّنة للوطن، إذ لا معنى لهذا الاختلاف في حياة الأسر التي تتفق كتبها السماوية على تنظيم الحياة بالمبادئ الأدبية العليا.
إن لم يقم المجتمع على عادات وتقاليد وأزياء واحدة، فإن إقامة الوطن على مثل هذا المجتمع المختلط لمن أصعب الأمور. وما تجتمع النساء في بلادنا من عديد الطوائف إلا بين طبقة معلومة اقتبست من المدنية الغربية ما يضج منه عقلاؤها، وليس الاتحاد الذي ننشده بين الأسر ما نرى فيه نساءنا الشرقيات من كل طائفة عاريات على الشواطئ أو نصف عاريات في المقاصف والمراقص.
إن وحدة العادات والأخلاق التي نصبو إليها إنما تقوم على الحرية المصونة التي تبيح للمرأة المباهاة بفكرها ومزاياها الشريفة وتصدها عن المباراة بجمالها وعواطفها وهما نور بيتها الذي يجب ألا يوقد إلا بين جدرانه.
على هذه المبادئ تعم النهضة نساء البلاد فتنشأ الحضارة الخاصة الملائمة لهذا الشعب؛ وما