- (أجل، سيغادره لتعيشا معاً في نعيم إلى الأبد! سهام!).
- (بابا. . .).
- (هلمي نجلس قليلاً في الحديقة، هلمي يا ابنتي، القمر جميل، والنسيم رَخِيّ، و. . .).
- (بابا. . .).
- (سهام!).
- (أنا لا أحب الحديقة ولا أحب القمر. . . لنبق هنا. . . الدنيا برد!).
- (يا ابنتي لا تعبسي للدنيا هكذا. . .).
- (الدنيا؟ آه يا بابا. . . سأعبس لها إلى أن يشاء الله!).
- (لا حول ولا قوة إلا بالله. . . سهام، أنت تحرقين نفسك وتتلفين روحك في نار عاطفية كان ينبغي ألا تجعلي لها وزناً في رجاحة عقلك وسلامة تفكيرك. . . لقد كنت أحاول أن أصارحك بحقيقة نادر ولكني كنت أخشى على قلبك الغض وشبابك الرطب أن تعصف بهما كلماتي، مع أنه لخيرك. . . سهام! استيقظي يا ابنتي! حقاً لقد أحبك نادر كما تحبينه، وكنت أنا نفسي ألمس محبته لك وهو يكلمني من أجلك، وعندما سلّمني (السوار الماسي الجميل) الذي جعله تقدمةً لزواجه منك، كنت أشهد في عينيه دموعاً محبوسة تريد أن تنهمر، عرفت منها أثر تحقيق الأحلام في نفوس الشباب - ولقد كنت أوشك أن أرفض هذا الزواج أول الأمر، لما كنت ألحظه في صحة نادر من التدهور والتهدم، لكني قرأت حبه في عينيك، وشهدت حرارة روحه تتورد في خديك، فتألمت، وفرحت، وذكرت (المرحومة) والدتك وما كانت تتمناه لك من السعادة الأبدية ورخاء البال، فوافقت، وضاعف ألمي وفرحي أن رأيتك سعيدة به بقدر ما هو سعيد بك، وهنا فقط. . . غلطتي. . . غلطتي التي لا يغفرها لي إلا أني لم أكن أعرف أن تدهور صحة هذا الشاب النبيل هو أول هذا المرض الخبيث العضال. . . سهام! استجمعي قواك! لا تجزعي هكذا. . . إن ألف شاب جميل رقيق القلب وافر الغنى في انتظارك. . . وقد خاطبني الكثيرون فعلاً قبل أن يعترض طريق حظك ولدي نادر. . . سهام. . تشجعي! أنت صغيرة يافعة يا بنيَّة! نحن كلنا نرثي لشباب نادر، وكنا نضرع إلى الله أن يشفيه!. . . و. . .