الأسطورة اتخذت من حوادث هذه الموقعة موضوعاً لقصة حربية حماسية حرفت فيها الوقائع الأصلية أيما تحريف، ولكنها تستبقى مكان الموقعة وبعض أشخاص التاريخ.
(وهي نورمانية الأصل ظهرت لأول مرة في القرن الحادي عشر أعني بعد الموقعة بثلاثة قرون، ودونت أولاً في بعض القصص اللاتينية، ثم دونت بالنظم في قصيدة طويلة بعنوان (أنشودة رولان).
هذا ما كتبناه ونشرناه منذ أعوام عن أنشودة رولان، نكرره هنا ليعرف الكاتب أننا لسنا في حاجة إلى تصحيحاته المستقاة من معجم الأحداث.
أما كون رولان كان وصيفاً لشارلمان أم لا، فهذه نقطة لا أهمية لها، وقد كان رولان أو هرودلاند أحد البارونات الإقطاعيين؛ وكان من الشرف الملوكي يومئذ أن يلتحق البارونات بمناصب الوصفاء في البلاط، وكان هرودلاند من هؤلاء.
وبعد، فهذا ما يزعم الكاتب أنه أخطاء شنيعة اكتشفها في مقالنا، وهذا ما يريد أن يتخذه تكأة للتعريض بنا وبالكتاب المصريين والأدب المصري.
وهذه نغمة نعرفها؛ وقد نعرف الباعث عليها.
بيد أن الكاتب يوهم إذ يحسب أنه يستطيع أن ينال منا بمثل هذا الإسفاف.
أما إشارته إلى كتابنا (ديوان التحقيق والمحاكمات الكبرى) فنكتفي بأن نرد عليه بأن المراجع التي ذيلنا بها كل فصل من فصوله تكفي لأن تخرس ألسنة السفهاء والمتحاملين.
محمد عبد الله عنان
الجاحظ في كتاب (تراث الإسلام)
نشرت (الرسالة) الغراء منذ عددين استهلال فصل الفلسفة والإلهيات في كتاب (تراث الإسلام) ورد فيه كلام للجاحظ يتضمن الاعتراف بفضل الفكر اليوناني على أهل الملة الإسلامية؛ ثم نشرت في العدد المضي مقالاً للأديب الكريم محمد طه الحاجري أثبت فيه نص الجاحظ وذكر الكتاب الذي ورد فيه هذا النص.
والذي سيطلعون على فصل الفلسفة والإلهيات في هذا الكتاب سيعرفون من تعليقاتي الجهد الشاق الذي تحملته في البحث عن النصوص التي وردت فيه، ولا سيما أن المؤلف كان في