مجموعة من الأثاث الملوكي النفيس، ومنها أثاث غرفة الاستقبال، وغرفة المكتبة وغرفة النوم، والمتزين وكلها مما لا يزال يعتبر في عصرنا من أجمل وأبدع النماذج الفنية؛ وقد زينت الجدران ببعض المناظر الملوكية من حفلات الاستقبال والصيد وغيرها، وزينت السقف بأبدع النقوش؛ وتوجد في هذا الجناح مجموعة من الصور للملك لويس الخامس عشر وزوجه الملكة ماري لكزنزكا، وبعض أفراد الأسرة المالكة ورجال الدولة من صنع أعظم مصوري العصر؛ وفي هذا الطرف أيضاً، وإلى جانب جناح الملك يوجد الجناح الذي كان مخصصا لسكني خليلته المركيزة دي بومبادور، ومن بعدها لسكين خليلته الدوقة دوباري، ومن الغريب أنه لا يبعد كثيرا عن الجناح الذي كان مخصصا لسكني الملكة الشرعية ماري لكزنزكا.
ويلي هذا الجناح، في وسط القصر، جناح لويس الرابع عشر، وهو أفخم وأروع، وبه غرفة نوم ملوكية مازالت تحتفظ بأثاثها، وإلى جوارها ترى متزين الملك، وخزائن الثياب؛ وقد زين هذا الجناح بصور عديدة للويس الرابع عشر، في أوضاع ومناسبات مختلفة؛ والملك يبدو فيها جميعا قصير القامة، محدودب الأنف، وقد انسدل على كتفيه شعره الغزير، وبدت على وجه ملامح الكبر والخيلاء.
ويوجد في الطرف الآخر من القصر بهو شاسع تزينه مجموعة كبيرة من الصور التاريخية الضخمة التي تمثل أعظم المواقع الحربية التي انتصرت فيها فرنسا منذ فجر العصور الوسطى حتى عصر نابوليون، وقد صورت معظم هذه المناظر في عصر نابوليون واشترك في تصويرها أعظم مصوري العصر مثل لوي دافيد، وايزابي، وفرنيه؛ وتبدأ المجموعة بمنظر يمثل انتصار الملك كلوفيس على الرومان الغاليين (سنة ٤٨٦م)، ويليه منظر استوقفنا طويلا لروعته وطرافته، هو منظر انتصار الفرنج على العرب في سهول ثوروبواتييه سنة (٧٣٢م)، وهي الموقعة الشهيرة التي تعرف في التاريخ الإسلامي بموقعة البلاط أو بلاط الشهداء، وفيها يبدو عبد الرحمن الغافقي قائد العرب شيخا مهيب الطلعة تتدلى لحيته البيضاء الطويلة حتى صدره، وقد وثبت بجواده المضطرم إلى الطليعة وهو شاهر سيفه، ولكن جنده يتساقطون من حوله أمام ضربات الفرنج؛ وأذكر أنني رأيت هذه الصورة منذ أعوام في طبعة إنكليزية لكاتب المستشرق دوزي عن الأندلس، وكنت أتوق