للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ذلك لأن الطفل طهرٌ ونيسانٌ، لأنه تجديد ولَعِب وعجلة تدور على ذاتها فهو حركة البداية وعقيدةٌ مقدَّسة.

أجل أيها الأخوة إن العمل الإلهي للإبداع يستلزم عقيدة مقدسة، فأن العقل يطلب الآن إرادته، ومن فقد الدنيا يريد الآن أن يجد دنياه.

لقد ذكرت لكم تحولات العقل الثلاثة فأوضحت كيف استحال العقل جملاً وكيف استحال أسداً وكيف استحال أخيراً إلى طفل.

هكذا قال زارا، وكان في ذلك الحين مقيماً في مدينة اسمها البقرة العديدة الألوان.

منابر الفضيلة

وبلغ زارا خبر حكيم أطنب الناس في علمه ومقدرته في التكلم عن الكرى وعن الفضيلة فحبوه بالتكريم والتبجيل واتبعه عدد من الشبان أصبحوا دعامة لمنبره العالي، فذهب زارا وجلس معهم أمام المنبر مصغياً إلى الحكيم فكان يقول:

مجدوا الكرى وعظموه لأن له المقام الأول وتحاشوا مرافقة من ساء رقادهم ومن استحوذ عليهم الأرق.

إن اللص ليقف خاشعاً أمام الكرى فيدلج في الليل مخرساً وقع أقدامه ولكن الساهر المجازف لا يتورع عن حمل بوقه

ليس بالسهل أن يعرف الإنسان كيف يستسلم لسنة الكرى وليس إلا لمن عرف كيف ينتبه طول النهار أن ينام ملء جفنيه.

يجب عليك أن تقاوم نفسك عشر مرات في النهار فتغنم خير التعب وتهيئ المخدر لروحك.

عليك أن تصالح نفسك عشر مرات في النهار لأنه إذا كان في قهر النفس مرارة فأن في بقاء الشقاق بينك وبينها ما يزعج رقادك

عليك أن تجد عشر حقائق في يومك كيلاتضطر إلى السعي وراءها في نومك فتبقى نفسك جائعة.

عليك أن تضحك عشر مرات في يومك لتكون مرحاً كيلا تزعجك معدتك في ليلك والمعدة بيت الداء.

قليل من يعرف هذا من الناس؛ ولن يتمتع بالرقاد الهنيء إلا من حاز جميع الفضائل. فإذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>