قال: آه من المرأة! في عينيها بريق الأمل وعلى شفتيها طابع الألم، ومن هذا الالتماع تتدفق القسوة في شبه زلال الرحمة
قالت: إن الله يحيط المرأة بسياج الغموض وهو ما يخيف الرجل، وما يسميه بالقسوة ليجعل لها حصانة طبيعية وسلاحا لا يؤذي. فتكلف ابتسامة شاحبة وقال: وبرغم ذلك فألف أف من سلاح عينيك
فضحكت في سذاجة وقالت: في عينيك حكاية وفي عيني سلاح - هه - يا للفارق الهائل:
فتماكر وقال:
في عيني حكاية!! عجبا!!
أتعرف الراعية التكهن؟
قالت: أجل
قال: إذن نبئينني يا كاهنتي؟
فلزمت الصمت طويلاً وهي تحدق في عينيه ثم قالت: في عينيك حكاية حلمك!!
قال: يا لله، وهل لحلمي حكاية؟
وإذا كان هذا رأيك عن عيني فما عساي أقوله في عينيك
فقالت: بدون اكتراث:
قال ما بدا لك
فنظر إليها طويلاً ثم أرخى جفونه وراح يعبث بعصاه في الرمل كأنه يصور خواطره بها ثم نظر إليها وقال:
في عينيك عمق الأبد وسر الأزل
قالت: ثم
قال: لا شيء
قالت: فسر ما وراءهما
قال: عسير عليّ إدراك ما وراء الأبد وتفهم خفايا الأزل