للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: منك!!!

قالت: أيمكن أن يخاف الرجل القوي امرأة ضعيفة؟

قال: آه من المرأة! في عينيها بريق الأمل وعلى شفتيها طابع الألم، ومن هذا الالتماع تتدفق القسوة في شبه زلال الرحمة

قالت: إن الله يحيط المرأة بسياج الغموض وهو ما يخيف الرجل، وما يسميه بالقسوة ليجعل لها حصانة طبيعية وسلاحا لا يؤذي. فتكلف ابتسامة شاحبة وقال: وبرغم ذلك فألف أف من سلاح عينيك

فضحكت في سذاجة وقالت: في عينيك حكاية وفي عيني سلاح - هه - يا للفارق الهائل:

فتماكر وقال:

في عيني حكاية!! عجبا!!

أتعرف الراعية التكهن؟

قالت: أجل

قال: إذن نبئينني يا كاهنتي؟

فلزمت الصمت طويلاً وهي تحدق في عينيه ثم قالت: في عينيك حكاية حلمك!!

قال: يا لله، وهل لحلمي حكاية؟

وإذا كان هذا رأيك عن عيني فما عساي أقوله في عينيك

فقالت: بدون اكتراث:

قال ما بدا لك

فنظر إليها طويلاً ثم أرخى جفونه وراح يعبث بعصاه في الرمل كأنه يصور خواطره بها ثم نظر إليها وقال:

في عينيك عمق الأبد وسر الأزل

قالت: ثم

قال: لا شيء

قالت: فسر ما وراءهما

قال: عسير عليّ إدراك ما وراء الأبد وتفهم خفايا الأزل

<<  <  ج:
ص:  >  >>