تعقيبك، ومحتاج حقاً إلى علمك وأدبك. وأود أن تعلم يا سيدي أنك ستأسف كثيراً - وأنا العليم برجاحة عقلك، وسجاحة خلقك، ومتانة مباءتك، ودماثة سجاياك - حينما ترجع إلى الجزءين الثالث والرابع، وترى فيهما أن حضرة أستاذنا سوياً الشيخ عبد الخالق عمر، أستاذ اللغة العربية الأول بدار العلوم لم يأل جهداً في إصلاح الكتاب وتدارك ما فات على الأستاذ المستشرق د. س. مرجليوث، في غير موضع، يستحق التقدير والشكر، والثناء وحسن الأجر
وأود أن يعلم الصديق الكريم - في غير منّ ولا تجمل، وفي غير زهو ولا اغترار - أنني ارتحت أيما ارتياح لتجنيك مبطلاً، أو هديك مرشداً، أو تحيفك متعنتا، أو إرشادك محقاً، في ترجيح نبالة القصد، وحسن الطوية، على ما عداهما علم الله. ارتحت أيما ارتياح - مهما كان الحافز والدافع، والحادي والهادي - لما كان، لأنني أسأت التصرف حقاً، ولأنني أخطأت محجة السبيل صدقاً، ولأنه لا معنى لأن يحتمل مثلي، ومن في صحتي ومتاعبي، ومن خرج أمس القريب من محنة المعاش، وإضاقة الرزق، وتوالي النكبات والأرزاء - لا معنى لأن يحتمل مثلي مسئوليات كبار، مخيفة ومفزعة، في التصدي لما تصدره الآن (دار المأمون)، التي تكلفني هي والمراجع الشمسية ومنسوخاتها ومصادرها ما لا يقل عن مائة وخمسين جنيهاً شهرياً؛ لو علم الصديق الكريم النفس والخلق مصدرها وطريقة جمعها، لتردد في أن يركب رأس الشيطان، ولتريث حتى يطلع على استدراكاتنا، ولكان نعم المشجع والظهير، ونعم العون والنصير
وأود أن يعلم الصديق الكريم - غفر الله لنا سوياً، وهو هو النبيل الخلق، الطاهر الذيل، العف الوجدان - أننا معشر الكتاب نعاني الأمرين من حسد الحاسدين، وظلم المبطلين، وشظايا الراجمين. ولو كان الصديق الكريم - رحمه الله، وهو المتصل بالدكتور طه حسين بك زعيم الأدب ونصيره، ومن خاصة الأستاذ أحمد أمين وهو عميد الأخلاقيين، ومن كتاب الرسالة ولها في الأدب وبنائه رسالات خالدات ليس إلى انتقاصها من سبيل - لو كان الصديق الجليل أنعم النظر لآثر أن يترك منهجه الجديد في تقدمته لنقده، لمن هو دونه بمراحل، خلقاً وعلماً، وثقافة وأدباً؛ ثم لوازن - بفرض عدم مطالعته لاستدراكاتنا في الجزءين الثالث والرابع - بين معجم ياقوت لمرجليوث ومعجم ياقوت لدار المأمون، ثم لم