في حالة مريبة فيقتلهما جميعا، ويثير عليه غضب سيده وهو والد الفتاة، فيطرده من خيامه ليهيم على وجهه في الأرض، ويعود السيد ليرى زوجته بين يدي عاشق أثيم فتسود الدنيا في عينيه ويترك العاشقين وشأنهما وينطلق على وجهه في الأرض حيران. . . كأنما انتقم منه القضاء للفتى أليكو
وتأثر بوشكين بشكسبير أيضاً، ويبدو ذلك الأثر على أتمه في قصيدته (بوريس جوديونوف) التي تصور رجلاً آفاقياً متشرداً يصل إلى عرش أمة في غفلة الزمن، وقد عرض فيها بديمتري الذي استطاع أن يحكم روسيا ولم يكن من قبل شيئاً مذكورا
ومن أحسن قصائده (أونجين) التي بدأ بنظمها سنة ١٨٢٣ وأتمها سنة ١٨٣١ وسنعود إليها في عدد تال
مسز جراندي
اشتهر القرن التاسع عشر في إنجلترا بأنه قرن الانتقال المفاجئ في حياة أمة عظيمة عتيقة محافظة - ففيه ظهر داروين الذي قلب البيولوجية رأساً على عقب؛ وفيه تبدل الاجتماع الإنجليزي فأصبح اجتماعاً صناعياً يرتكز على أساس من الآلة البخارية بعد أن كان اجتماعاً زراعياً أو صناعياً يرتكز على أساس من آلة تدار باليد. وفيه خطا الطب خطوة واسعة من الشعوذة إلى التشريح العلمي وبحث خصائص المكروب
ولكن القرن التاسع عشر لم يستطع أن يخطو بالأسرة الإنجليزية خطوة واحدة إلى الأمام، بل إنه زاد الطين بلة فأغرق إنجلترا في بحر من الذهب فأنزف الإنجليز إترافا زادهم جموداً وقوى من سلطان مسز جراندي عليهم جميعاً
ومسز جراندي هذه هي هذا الشبح الخرافي الذي يكنى به في إنجلترا إلى اليوم عن سلطان التقاليد العتيقة البالية التي تعطي للأب في منزله سلطة الدكتاتور، وللأم سلطان القديسة، تأمر وتنهي وترفع في وجوه أبنائها عصا القرون الوسطى فتفل بها من حريتهم وتحد من استقلالهم إن فرض أن لهم استقلالا أو حرية. وكان صوت مسز جراندي يدوي في كل بيت إنجليزي فيقول: هذا واجب وذاك لا يصح، وينبغي أن تدنى الفتاة عليها من جلاليبها، وألا تفتح النافذة، وألا تمد عينيها إلى أحد إذا سارت في الطريق، وألا تختار لنفسها بل أبوها هو الذي يختار لها