فكان له في صوره لون اسمر قوي، وظلٌ ازرق رمادي عُرفا بعده باسمه
أقام في بروكسل حيث تزوج من ايزابيلا برانت سنة ١٦٠٩ وبنى بيتاً خاصاً لأقامته كان متحفا لآيات الفن ومدرسة لتلامذته، أمثال فان دايك، وفان تولدن، وكورن، وارسموس كويللينيوس، وجان فاندن هوك، وتوماس فان ايبرن، وساللارت، وفوتز، ودل مونت، وولفوت
وكل هؤلاء كانوا خير معين له على إتمام أعماله، فكان غالباً يضع التصميم والرسم التخطيطي ويترك لهم القيام بالتنفيذ تحت إشرافه، كما أنه كان المخرج الأخير لكل صورة
على أن فان سيندر وباول دي فوس كانا قديرين إلى حد أن سمح لهما بتصوير بعض الحيوانات في مصوراته
أما لوكاس فان آدن وجان وبلدنز فكانا يصوران أجزاء على لوحاته الشاملة للمناظر الطبيعية، كما كان جان بروجل يصور الزهور
ولا يعد هذا نقصا في مقدرة روبنز ولا تقصيرا منه، لأنه كان في ذلك أشبه بأستاذ يدير معهداً للأبحاث يساعده فيه تلامذته
والمجال لا يسمح هنا بوصف كل تراثه الخالد الذي بلغ ألفي قطعة من روائع الفن موزعة على متاحف العالم، ولكنا نقتصر فقط على وصف ما جاء من صوره بهذا المقال
فالصورة الأولى (الخاطئون أمام المسيح) تمثل يسوع واقفا وحول رأسه هالة من نور، أمامه امرأة خاطئة تقف منحنية بخشوع والدمع منهمر من عينيها تلتمس المغفرة عن الخطيئة، وحولها ثلاث رجال ظهرت على وجوههم علائم الندم والألم لما فرط منهم، لأنهم أمام رسول الله الذي ينظر إليهم نظرة العطف والسمو
والصورة الثانية (إنزال الجسد من الصلب إلى الأرض) تراها مجموعة رائعة من تسعة أشخاص لا تجد بينها واحدا خرج عن دائرة الاندماج وتكميل الشخصية الكاملة للصورة. انظر إلى طريقة ووقوف القديسات واشتراكهن في حمله، ولاحظ ما ارتسم على وجوههن من علائم الألم والحزن. أليس هذا الإنشاء الكامل دليلا على قوة المعرفة بالقصص الدينية والعبقرية الفنية في الإخراج؟
وصورة مادونا القديس إلديفونسو تمثل العذراء جالسة على عرش وفوق رأسها ملائكة