للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بين ضلوعها، وكرهت فيها. . . في ابنتها ذلك الجمال المغري الذي اكسبه رداؤها المدرسي البسيط روعة وجلالا

ورنت إليها وأخذت تحدث نفسها قائلة: (إنها ساحرة. . . تانك العينان الزرقاوان الصافيتان، وتلك الأهداب الوطف الناعسة. لقد كنت وأنا في مثل سنها أبدو كما تبدو، مغرية فاتنة، بذلك الشعر الذهبي المتهدل في إهمال حبيب على جبينها الأبيض المشرق، وبهاتين الشفتين الحمراوين اللتين تغريان بالقبل. إنها بهذا الحسن الفتاك، وبهذا الجمال الغلاب، تبدو كإحدى ربات الجمال القديمات)

وأخذت كل من الأم وبنتها تنظر إلى الأخرى في صمت وسكون. . . في حين كانت تنتاب المرأة شتى العوامل والأفكار وهي تتفرس في ابنتها البريئة. . الطاهرة. . والفاتنة أيضاً

وكانت الفتاة مازالت في وقفتها تنتظر رد أمها على سؤالها ولكن تجاهلت المرآة ذلك وقالت كأنها تنتزع الكلام من حلقها انتزاعا

- سوف لا تذهبين إلى المدرسة بعد ألان يا عزيزتي. فماذا اعتزمت أن تفعلي بنفسك بعد ذلك؟

- لست. . . لست ادري بالضبط. . . وأظن انه يجدر بي أن. . أن أبقى هنا بجوارك. . أني احب ذلك من قرارة نفسي. وعلى كل. سأتبع ما تشيرين به عليّ

- أضنك سئمت المدرسة؟ إذ قد تركتك فيها زمنا طويلاً

- لقد كانت جد سعيدة والله يا أماه. . . وقد ارتبطت بأواصر الصداقة مع كثيرات

ودق جرس التليفون، فرفعت المرأة السماعة، ثم قالت تحدث مخاطبها:

- أهذا آنت يا (فريدي؟) لقد ضننت أنك لن تعود إلا في الغد. . . ماذا؟. . . اجل. . . ساكون على أهبة الاستعداد في تمام السابعة لتناول العشاء معا. . . إلى اللقاء يا حبيبي. . .

ثم وضعت السماعة مكانها وعادت إلى مقعدها تفكر، وغرقت فيه وهي لا تزال في تفكيرها؛ غير أنها بعد لحظة ضربت بيدها فجأة على ذراع المقعد، ثم رنت إلى ابنتها وهي تقول:

- تعالي واجلسي يا عزيزتي. . . إن لي حديثاً معك

<<  <  ج:
ص:  >  >>