مهاجرين أسبانيين؟ أما أنا فلن أستطيع جواب هذا السؤال. وأما ريد وكارول فقد أجاباه بنعم. ولا عجب. فهما بدآ هذا الأمر جنديين يطيعان أمرا، وبدأه إنسانيين يخاطران بروحيهما في سبيل الإنسان، وآذنا للبعوض أن يصب سمة في جلديهما في سبيل المعرفة القاسية الباردة، ثم زهاهما المجد الذي يكون من كشف الغطاء عن كل مجهول. . .
وتأكد لديهما أن الوباء ليس بشلة ترى، أو أية مكروبة أخرى تريها اكبر المجاهر , لقد نظرا في أكبدة الناس وأحشاء البعوض طلبا لهذا المكروب عبثا. ولكن أمعنى هذا انه لا يوجد؟ كلا. فهناك احتمالات خفية أخرى. فهناك احتمال وجود نوع اصغر من المكروب دق حتى عن اكبر مكرسكوب لا يحسن وجوده إلا بقتل الرجال ونفث سمه الخفي فيهم، قد تكون هذه طبيعة مكروب هذه الحمى الصفراء. يؤيد هذا أن فريدريك لفلار، الرجل القديم ذا الشوارب الكبيرة، كشف عن وجود مثل هذه الأحياء في داء (الفم والقدم) الذي يصيب العجول. وود ريد وكارول أن يكشفا في الحمى الصفراء عن وجود مثل هذا المكروب الذي اخرج عن طوق المجاهر فلم تكتشفه
وكان ريد في شغل شاغل، فبعث كارول إلى هبانا يستطلع الامر، فلما جاءها غضب اشد الغضب لموت من مات في تجارب جتراس، وكان جتراس في هلع هالع ومن ذا الذي يلومه، فمنع كارول أن يستخرج دما من مرضى الحمى الصفراء. لا، لا. لا يمكن أن يستخرج دما ابدا. بل ولن يؤذن لكارول أن يعضهم ببعوضه. وزاد جتراس في سخفه ففضل إلا يفحص كارول حتى الجثث التي تموت خشية أن يثير هذا ثائرة السكان. فكتب كارول إلى ريد يقول:(. . . فتصور خيبتي في وسط هذا) وزاد فاستنكر مخاوف قوم جهال يتسخفون. على أن هذا لم يورثه الخيبة، فما مثل كارول يخيب
ولسنا ندري أي حيلة اعمل، وأي سحر استنجد حتى جاء بدم وبئ من مريض بالحمى، ورشحه في مرشح خزفي دقت مسامه حتى لا ينفذ منه المكروبات التي تريها المجاهر، واخذ السائل الراشح الذي نفذ من الخزف وحقنه تحت جلد ثلاثة رجال غير حصينين من الحمى - ولا يذكر التاريخ كيف أغراهم بالرضاء. فأصيب اثنان منهم. فصرخ صاحبنا صرخة الفرح: أن الحمى الصفراء مثل مرض (الفم والقدم) كلاهما ينشا عن أحياء بالغة الصغر تستطيع الإفلات من مرشح خزفي دقيق المسام