مضطر للإشارة إلى تاريخ أثينا نفسها قبل الدخول إلى اكروبوليس اضطرار من يريد تاريخ الأزهر مثلاً، فيعرج على تاريخ القاهرة وعلى ما كان لها من الشان أيام إنشائه
كانت أثينا من ناحية حضارة الإغريق مركز الحياة اليونانية، وكانت من الناحية السياسية من أهم بلاد الإغريق حينا، وعاصمة لها حينا آخر.
قامت هذه المدينة على مرتفع أكسبها بروزاً هاماً في مقاطعة أتيكا بين نهيري اليزوس وكفيزوس وعلى بعد خمسة كيلومترات من شاطئ البحر وسبعة كيلومترات من ميناء بيريوس. يرجع إنشاؤها إلى الملك ككروبس اختار لها هذا المرتفع لحسن ملاءمته. ثم أقيم مكان هذه المدينة بناء قلعة اكروبوليس الذي خصص للحفلات الدينية والحربية في عصر الحضارة الإغريقية، بعد إصلاح الأرض وتسطيحها ثم إحاطتها بسور عال من كل الجهات (ش ١) فكان بذلك أهم بناء في أثينا، وقد جعل المدخل في الجهة الغربية للمرتفع مكوناً من مداخل بعضها خلف بعض لتعزيز الوصول إلى اكروبوليس، ولأمكان عمل الرقابة اللازمة عند الدخول إليه أو الخروج منه، وسمي هذا المدخل في ذلك الحين بلاسجيكون نسبة إلى ما يقال من أن مؤسسيه كانوا البلاسجر (ش ٢)
وفي داخل المرتفع المحاط بالسور سكن ملوك هذه المنطقة من أتيكا، وبجوار تمثال الإله زويس بني معبد هيكاتومبيدوس وهو اقدم المعابد، وفيه أقيم تمثال أثينا بولياس وتمثال الإله ارشتايوس وعلى اسمه بني بعدئذ معبد ارشتايون، وتمثال بوزيدون إله البحر والزلازل.
كثر سكان أثينا وزحف جزء منهم تدريجياً إلى جنوب وغرب المرتفع، فكان أمام المدخل وعلى بعد مناسب منه أول سوق تجارية
ونظراً لاتحاد سكان اتيكا وتكوينهم مقاطعة متحدة الأطراف عملاً بإرادة الملك تيستوس اتسعت دائرة المدينة وزادت قيمتها الاجتماعية والسياسية فأصبحت العاصمة.
أما السكان الذين زاد عددهم كثيراً عن قبل فقد امتدوا بمساكنهم إلى الأطراف خصوصاً إلى الجزء الغربي، حيث سكن صناع الفخار، ولذلك سمى هذا الموقع حي الفخارين
اشتغل الفنان بيسستراتوس وأولاده بتجميل المدينة مبتدئين بالجزء الشمالي الغربي منها، فبنوا هيكلاً شمل الاثني عشر إلهاً، كان بوضعه ملتقى الشوارع التي أنشئت وتقاطعت