عن معنى في الكلام، فصح لي الحكم واستقام، وبدلت قواعد (مالا ينصرف) ووضعت للباب أصولاً أيسر وأنفذ في العربية مما رسم النحاة للباب. ولا أؤجل عنك إجمال هذه الأصول أيضاً.
(١) إن التنوين علم التنكرين
(٢) لك في كل علم ألا تنونه، وإنما تلحقه التنوين إذا كان فيه حظ من التنكير
(٣) لا تحرم الصفة التنوين حتى يكون لها حظ من التعريف
والبحث الذي أقدمه إليك الآن، هو شرح موجز لهذه الفكرة ودرس لها في أبواب النحو المختلفة، وبيان لما رأينا موجز لهذه الفكرة ودرس لها في أبواب النحو المختلفة، وبيان لما رأينا من الأدلة لتأييدها وكنت أريد أن أشكر لصديقي الدكتور طه حسين، وأذكر فضله في إتمام البحث وإخراج الكتاب؛ ولكنه آثر أن يقدم الكتاب، وانزلق إلى الثناء على صاحبه، فأجررت أن أتكلم.
وحق علي أن أشكر تلاميذي الذين عاونوني في شيء من المباحث، وإن لم أملك الآن أن أسميهم وأعمالهم.
وأحمد الله حمداً ملؤه التوحيد والتمجيد والشكر.
قصة الكفاح بين روما وقرطاجة
تأليف الأديب توفيق الطويل
للأستاذ محمد فريد أبو حديد
ما زال الناس يستلهمون التاريخ ويستمدون منه العبرة كلما ألجأتهم ضرورة في حاضرهم إلى ذلك، فإن تجربة العصور في حاضرها لا تغني الناس إذا شاءوا التماس الحكمة أو استبانة القانون الإنساني، وذلك أن حوادث السنين لا تتصل نتائجها بمقدماتها إلا بعد مضي القرون ولا تكمل عبرتها إلا بعد توالي الأجيال. وليس في تكرار التمثل بعبر الزمان إعادة ولا في تعدد النظرات إليها إباحة لها أو ابتذال، فان الحادثة الواحدة قد تنطوي على ما لا حد له من العظات، وقد يتناولها الناس في كل عصر فيجد كل منهم فيها ناحية من المعنى مخالفة لما وجده سواه من معانيها. ولقد كان النضال بين قرطاجة ورومة أحد هذه المواقف