الأمثال عليه - الذي يرينا ما في الدنيا وما في نفس إنسان، ونعرف فيه الطبيعة على لون صادق ولكنه أيضاً لون بديع فريد لأنه لون القائل دون سواه، فتجتمع لنا غبطة المعرفة من طرفيها، ويتسع أمامنا أفق الفهم وأفق الشعور، إذ يتكرر الشعور الواحد باختلاف الشعراء كأنه مائة شعور، ويتكرر فهم الحقيقة الواحدة كأنها مائة حقيقة، وتلك هي الوفرة التي تتضاعف بها ثروة الحياة، ونصيب الأحياء منها)
وفي هذه الصفحات التي أدمجناها ما يجعل الإضافة والتعقيب فضولاً منا. وإن القارئ بعد هذا الذي قدمناه لاشك مؤثر أن يخلو بالكتاب ونفسه
(ص)
أحلام الصبا
للأديب إدوار حنا سعد
١٣٠ صفحة من القطع المتوسط
طبع بمطبعة مصر بالإسكندرية
قليل من أدباء الشباب في مصر من يجمع فن القصة إلى جانب الشعر، فالأديب الناشئ في طور التثقيف عادة أما أن يقتصر على قرض الشعر ويتجه إليه بكليته حتى يجعله يطغى على غيره من فنون الأدب، وإما أن يقتصر على القصة فتملك عليه زمامه وتشغله عما عداها من أغراض الأدب الأخرى، وأما أن يجمع بين الاثنين فيغلب أحدهما على الأخر ويطغى عليه
وبين يدي الآن مجموعة من الشعر والقصص أهداها إلي صديق أديب جمعها في كتاب أسماه (أحلام الصبا). وقد قدم الأستاذ فخري أبو السعود للكتاب بمقدمة قصيرة، تناول فيها شخصية المؤلف ببعض التحليل ثم تكلم عن القصص وتحدث عن استقلال الكاتب في موضوعاته ومتانة صياغته للقصة، وربط أجزائها وحسن نسجها. وختم الأستاذ مقدمته بالكلام عن الشعر مستدلاً ببعض بيوت المؤلف في معرض حديثه
ننتقل بعد ذلك إلى قسم القصص في الكتاب. . . فنرى إن قصص المؤلف وإن كانت تدور