حول موضوعات مطروقة من قبل إلا إنها حسنة السبك متينة الصياغة، تسيغ عليها البساطة روعة الحقيقة. وأذكر منها هنا قصة (أحلام الصبا) وقصة (رقصة شيطان)
وأما الشعر فهو يشغل النصف الثاني من الكتاب، وللمؤلف نزعة شعرية وطابع خاص فهو يميل إلى الشعر الغنائي، ولذا كثيراً ما نراه يختار لذلك البحور القصيرة، وهو لا يهتم بجانب المعنى قدر اهتمامه بموسيقية الألفاظ، فكثيراً ما يخرج القارئ من بعض قصائده دون أن يلفت نظره معنى جديد. أما شعره في جملته فسهل الألفاظ، رقيق الديباجة، موسيقي التوقيع. . ومن جيد شعره قصيدة (أنت وأنا) وقصيدة (لقاء الحبيبين)
والمؤلف من أدباء الشباب الذين جمعوا بين القصة والشعر، وغلب أحدهما على الآخر، فنرى القصة غالبة عليه، وأغلب الظن إنه لو والها وصرف فيها بعض عنايته لكان له فيها مستقبل زاهر
أحمد فتحي مرسي
طلعت حرب
للأدباء: حافظ محمود. مصطفى الفلكي، محمود فتحي عمر
١٨٠ صفحة من القطع الكبير طبع بمطبعة مصر.
كثيراً ما يطالعنا كتاب الغرب وأدباؤه بدراسات تحليلية طويلة، وبحوث فائضة في حياة زعمائهم، اعترافاً بفضلهم وإشادة بذكرهم وحثاً لغيرهم على الاقتداء بهم والنسج على منوالهم
وهذه الناحية التحليلية التي نراها بين أدباء الغرب قلما نجد لها أثراً ظاهراً في الأدب الشرقي. . . . فأدباء الشرق لا يعنون بدراسة زعيم ما، مادام بين ظهرانيهم، ومادامت تجري فيه دماء الحياة، حتى إذا ضمه القبر وواره التراب، بدءوا يجمعون شتات أخباره، ونثير آراءه وأفكاره، فيما يسمونه ببحث في حياة الراحل، أو تحليل لشخصية الفقيد
وبين يدي الآن كتاب أعده منوالاً يجب النسج عليه، وثمرة فكرة طيبة يجب اقتفاء أثرها، وضعه ثلاثة جمعتهم بزعيم مصر الاقتصادي (طلعت حرب باشا) صلة وثيقة، فألموا بدقائق حياته عن قرب، ودرسوا شخصيته عن كثب، ثم كشفوا لنا في كتابهم عن صفحات