للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ومن غرر المراثي في العربية رثاء مهلهل لأخيه، ودالية المعري ورثاء البحتري للمتوكل ورثاء ابن الرومي لأوسط صبيته ورثاء التهامي لولده. ومن روائع المراثي في الإنجليزية مرثية ملتون المسماة ليسيداس ومرثية شلي المسماة ادونيس ومرثية تنيسون المسماة الذكرى. وقد نظم منهم قصيدته في رثاء صديق له رفيق لصباه مات معتبطا ومن بدائع المراثي الإنجليزية أيضاً خطبة مارك انطوني على جسد قيصر في رواية شكسبير الذائعة الصيت، ومرثية جراي التي نظمها في مقبرة قرية

والتدين والوعظ فن يشترك فيه الأدبان، يتمثل في العربية في خطب الرسول الكريم وكثير من خلفائه، وكثير من أشعار أبي العتاهية وأبي نواس وابن عبد القدوس وابن الفارض وأصحاب المدائح النبوية؛ وفي الإنجليزية في كثير من شعر ملتون ودن ونثر هوكروبنيان ونيومان، وأكثر ما كتب من ذلك في الإنجليزية إنما كان بأقلام رجال الدين المنتمين إلى الكنيسة. أما العربية حيث لم تكن للدين هيئة رسمية ذات نفوذ كالكنيسة فجاء أدب التدين متفرقا يستوي في معالجته رجال الدين المتفقهون فيه ورجال الدنيا غير المتوفرين عليه. ومن أنبغ رجال الدين في الأدب العربي الإمام الشافعي الذي يمتاز شعره برصانة ونقاء رائعين، ومن آثاره قوله:

ثلاث هن مهلكة الأنام ... ودعاية الصحيح إلى السقام:

دوام مدامة ودوام وطء ... وإدخال الطعام على الطعام

وقوله:

ومن لم يذق ذل التعلم ساعة ... تجرع ذل الجهل طول حياته

حياة الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته

والميل إلى الصداقة طبع في الإنسان لا يكاد يقل عن الحب تمكنا وقوة، فما يزال الإنسان في حنين إلى الأليف الروحي الذي يبادله الفهم والشعور، ويقاسمه الحزن والسرور؛ ومن ثم تشغل الرسائل والقصائد الإخوانية في الأدبين العربي والإنجليزي مكانا معدودا، بين تخاطب في شتى الأمور وبين تعارف وتقاطع، وبين تعاتب وتقريع. ومن آثار الصداقة في الإنجليزية كثير من مقطوعات شكسبير، وما كان بين بوب وكوبر وليدي منتاجيو وبعض معاصريهم من تراسل، وما كان بين جونسون وجولد سمث وبوزويل وجماعتهم من

<<  <  ج:
ص:  >  >>