للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بني سلامان اختطفوه طفلا وربوه فيهم، ولم يعرف اصله حتى نما عوده فاقسم لينتقمن من خاطفيه وعاد إلى قبيلته الأولى، ونذر أن يفتك بمائة رجل من بني سلامان فمثل بثمانية وتسعين ثم نجح مطاردوه في أسره، وبتر إحدى ذراعيه في دفاعه عن نفسه فشد على أعدائه بيده الأخرى وقتل واحدا منهم ولكنهم تكأكأوا عليه فغلب على أمره وقتل وقد بقى على إيفاءه نذره رجل واحد، وبينما كانت أقحوفته ملقاة على الأرض مر بجوارها رجل من أعدائه فركلها بقدمه فدخلت فيها شظية من جمجمته ونغل الجرح ومات الرجل، ومن ثم قتل المائة، وفي قصيدته الموسومة بلامية العرب يذكر طرفاً من صور بطولته وبسالته وعناء حياة السلب:

وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى ... وفيها لِمَن خاف القِلى متحوَّلُ

لَعَمْرُكَ ما بالأرض ضِيق على امرْئ ... سَرَى رَاغباً أو راهِباً وَهْوَ يعْقِلُ

ولي دونكم أهلْون سيد عَملَّس ... وأرْقط زُهْلول وعرفاءٍ جَيْألُ

هُمُ الأهْلُ لا مُسْتَوْدَعُ السِّر ذائعِ ... لذّيهمْ وَلا الجَاني بما جَرَّ يخْذَلُ

وكلّ أبيّ باسِل غيرَ أنَّنيِ ... إذا عَرَضَتْ أولَى الطّرَائِدِ أبْسلُ

وإنْ مُدَّت الأيدْيِ إلى الزَّادِ لم أكن ... بأعْجلِهِمْ إذْ أجْشَعُ القَوْمِ أعْجلُ

وما ذاك إلا بسطة عن تفضل ... عليهم وكان الأفضل المتفضلِّ

وإني كفاني فقدُ من لستَ جازياً ... بحسنَى ولا في قربة متعلّل

ثلاثة أصحاب: فؤاد مشيع، ... وأبيض إصليت، وصفراء عَيطلُ

هتوف من الملس المتون يزينها ... رَصائع قد نيطت إليها ومحمل

إذا زال عنها السهم حنَّت كأنها ... مرزّأة ثكُلى ترِن وتعوْلُ

ثم يأخذ في الكلام عن قبيلته التي تلفظه لفظ النواة وتتركه هائما على وجهه حينما يتكالب عليها الأعداء مطالبيها بثأر تلك الدماء المهراقة ويقول:

فلا تقبروني إنّ قَبري مُحَرَّمُ ... عليكم ولكن أبْشِري أمَّ عامرٍ

إذا احتملوا رَأسِي ففي الرَّأسِ أكثْرِي ... وَغودِرَ عنْدَ الملتْقَى ثَمَّ سَايري

هنالك لا أرْجُو حيَاة تسرُنِي ... سَجِيسَ الليالي مُبسْلاً بالحرايرِ

أما ثابت بن جابر بن سفيان فهو من قبيلة (فهم) ويسمى تأبط شراً، وسبب ذلك أن أمه

<<  <  ج:
ص:  >  >>