للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأشدُّ العذاب ما كان في الها ... وية السفلى حيث يطغى السعيرُ

الطعامُ الزقومُ في كل يوم ... والشراب اليحمومُ واليحمورُ

ولهم فيها كلَّ يوم عذابٌ ... ولهم فيها كل يوم ثَبورُ

ثم فيها عقاربٌ وأفاعٍ ... ثم فيها. ضراغمٌ ونمورُ

وقدت نارُها تئزُ فتغلِي ... أنفس فوق جمرها وتخورُ

ولقد كانت الوجوهُ من الصا ... لين سوداً كأنهن القيرُ

ولقد كانت الملامحُ تخفى ... ولقد كانت العيونُ تغورُ

لستُ أنسى نيرانها مائجاتٍ ... تتلظى كأنهُن بحورُ

ولقد صاح الخاطئون يريدو ... ن نصيراً لهم وعز النصيرً

وتساوى أشرافهم والأداني ... وتساوى غنيهم والفقيرً

ثم يعدد لنا الزهاوي العلماء والشعراء والأدباء والفلاسفة الذين رآهم في الجحيم، فيذكر لنا الفرزدق وجرير والأخطل والمتنبي والمعري وبشاراً وأبا نواس والخيام ودنتي وشكسبير وامرئ القيس.

أما بشار فكان حانقاً ثائراً مهتاجاً وأما أبو نواس فكان كئيباً حزيناً، على أن الخيام لم يشغله عذاب الجحيم عن التغني بالخمرة بصوت شجي يطرب له أهل الجحيم

حبذا خمرة تعين على الني ... ران حتى إذا ذكتْ لا تضيرُ

اسقني خمرة لعلي بها أر ... جع شيئاً مما سبتني السعير

أنت لو كنت في الجحيم بجنبي ... لم ترعني نار ولا زمهرير

وكان سقراط أثبت القوم جأشاً يلقي خطبه على أصحابه وأخدانه وعلى مقربة منه أفلاطون وأرسطو وكوبرنيك الذي أثبت بأن الأرض تدور حول الشمس، ودروين صاحب نظرية النشوء والارتقاء، وهيكل وبجنر وسبنسر ورنان وروسو وفولتير وزرادشت ومزدك والكندي وابن سينا وابن رشد والحلاج وغيرهم كثيرون

لم أشاهد بعد التلفت فيها ... جاهلاً ليس عنده تفكير

إنما مثوى الجاهلين جنان ... شاهقات القصور فيها الحور

وكأن أهل الجحيم قد شعروا أخيراً بما يحيق بهم من العسف والحيف فعقدوا النية على

<<  <  ج:
ص:  >  >>