للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحديثة (١٥٥٥ - ٧١٢ ق. م.) وأثناء حكم البطالسة وقياصرة الرومان (٣٣٢ ق م. وما بعدها)

والدارس لتصميماتها يرى أنها شابهت إلى حد بعيد قصور الملوك والمساكن الخاصة؛ فالمدخل العام للمعبد أنشئ بحيث يؤدي دائماً إلى فناء فسيح غير مسقوف، وجوار ثلاثة جوانب منه وضعت أعمدة تشترك مع الجوانب في حمل السقف، الذي كان بعرض كاف لتظليل الممر أسفله. أما الهيكل حيث اجتمع المصلون حوله لتقديم قربانهم، فقد توسط المعبد. وكان الفناء ينتهي عادة بردهة ذات أعمدة وضعت بنظام يقسمها ثلاثة أقسام، الأيمن والأيسر متشابهين من حيث مساحة الفراغ المحصور بين الحائط والأعمدة، وأما الأوسط فكان عرضه مساوياً لفراغ الاثنين معاً نظراً لأنه طريق المرور. وفي النهاية ثلاث غرف، الوسطى منها خصصت للإله المعبود، وأما اليمنى واليسرى فكانت لزوجة الإله ولأولاده أحياناً. وكانت هناك غرفة لحفظ أدوات التقديس والأطعمة وما إليها

وأقام المصريون أمام المدخل العام لمعابدهم أعمدة شاهقة ذات أوضاع متناظرة، والى جوارها مسلات وتماثيل، ووضعوا على جانبي الطريق العمومي المؤدي إلى المدخل تماثيل لأبي الهول رابضاً أو تماثيل للكباش

وكثيراً ما أدخل الملوك المتعاقبون تحسينات أو تغييرات كثيرة على مباني المعابد التي شيدها من قبلهم. ولعل خير مثل لهذا معبد الكرنك، فأول من أمر ببنائه سيزوستريس الأول، أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة، حوالي عام ١٩٥٠ ق. م، خصيصاً لآمون إله طيبة، وكانت مساحته عندئذ ضئيلة، ولم يشمل سوى بعض ردهات وستة أعمدة، كانت خالية من الزخرفة، إلى أن جاء توتموزيس أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة فبنى غرفاً عدة أمام هذا المعبد. وحذا ملوك هذه الأسرة (١٥٤٥ - ١٣٥٠ ق. م.) حذوه فأدخلوا على معابد كثيرة شيئاً من التوسع جديراً بالذكر

ونهجت الأسرة التاسعة عشرة على منوال أدق (١٣٥٠ - ١٢٠٠ ق. م.)، فأضافت إلى معبد الكرنك الصالة الرائعة، التي بلغت مساحتها مائة متر في خمسين متراً، بأعمدة ارتفاعها اثني عشر متراً وربعاً، علاوة على بناء غرفتين صغيرتين، وفي عهد الأسرة الثانية والعشرين (٩٤٥ - ٧٤٥ ق. م) ثم عمل السور العظيم حول هذا المعبد الفذ

<<  <  ج:
ص:  >  >>