بانتصاراتها وما كسبته الأمة من اعتزاز وهيبة، ولملتون ومارفيل وكامبيل وتينيسون وكبلنج في ذلك أشعار مأثورة. وقد كان مجال القول أمام أمثال أولئك الشعراء ذا سعة: فتاريخ الإمبراطورية حافل بعظائم جنودها. نعم كانت سياسة بناتها دائماً سلمية لا تلجأ إلى الحرب إلا في الحالة القصوى. ولا تندفع إلى ميدان القتال لمجرد الرغبة في الظفر والافتخار. ولكن الدولة دائماً عزيزة في وطنية أبناءها. وقوة اسطولها، وقد كسب لها جيشها وأسطولها انتصارات باهرة خالدة، ودوخ أبطالها أمثال كرومويل وملبرا ونلسن وولنجتون الأمم، واعلوا كلمتها فوق كل كلمة.
ولا يستأثر الشعر دون النبر بحديث الحرب ووقائعها وأبطالها بل هناك كتاب سوذي عن نلسن ومقالات ماكولي عن كليف وهستنجر وفردريك الأكبر، وتاريخه وتاريخ جيبون، كل هاتيك حافلة بالوصف الدقيق البليغ لشتى المواقع والحروب، هذا إلى ما في مختلف القصص من ذلك، ولا يكاد يكون في العربية من مثل ذلك سوى بعض خطب الإمام علي بن أبي طالب، ورسائل في بعض الخلفاء إلى ولاتهم ينهوهم أن يؤذوا المسالمين أو يعيثوا في الحرث والنسل وخطب بعض القواد كتلك المنسوبة إلى طارق بن زياد والتي تفيض بلاغة وشجاعة. ولا غرو فقد كان للشعر دائماً التقديم على النثر، وقد ظل طويلا يستأثر دونه بالحفاوة
ولم يقتصر شعراء الإنجليزية على نظم القصيد في تمجيد انتصارات وطنهم وعظائم أبناءه، بل التفوا - كدأبهم في كل فنون القول - إلى الماضي وإلى الخارج، ونظموا في المواقع التاريخية والخرافية، إرضاء للفن وتسريحاً للخيال وتنشيطا للفكر، فوصف تينيسون آخر معارك الملك آرثر وصفا اصبح من ذخائر الأدب المعدودة وآثاره السائرة، أودعه كل مقدرته على تجسيم الوصف وخلق المنظر الكامل بدقائقه وألوانه وأصواته، ونظم هاردي قصائد شتى في حروب نابليون والثورة الفرنسية، وكان له بحروب نابليون غرام كبير لقرب عهدها منه واشتراك بعض أقربائه فيها، وفي تلك الحروب نظم ملحمته الكبيرة التي تعد اكبر آثار الشعر الإنجليزي الحديث، وفيها ينتقل بين شتى المناظر والأوصاف والنظرات والتأملات
ولم يخل الأدب العربي من ذم للحرب ودعوة إلى الإخاء، ومن آثار ذلك أبيات زهير بن