عندما بلغت مصر شأواً عظيماً وفتحت بلداناً مجاورة، الأمر الذي ترتب عليه اتساع الأفق الفني أمام الفنان المصري، وشعر الملوك والأمراء بأهمية الفن حتى لتراهم في عهد أمينوفيس الرابع (١٣٧٥ - ١٣٥٨) قد اتصل الفنانون بهم، واستطاع الفنان تصوير الحياة الخاصة للعائلة المالكة وللحاشية، وهذا شيء جديد في ذاته، إذ أن اتصال مصور بالعائلة المالكة إلى هذا الحد لم يكن معروفاً طوال أيام الملوك السابقين، لأننا لم نعثر ولا ينتظر أن نعثر على مصورات تؤيد غير ذلك
أما في عصر الأسرة التاسعة عشرة (١٣٥٠ - ١٢٠٠ ق. م.)، وكذلك في عهد رمسيس الثالث (١١٩٨ - ١١٦٧) من الأسرة العشرين، فقد كلف الفنانون بتصوير المناظر الحربية، وتسجيل انتصارات المصريين تصويرا دقيقاً، إذ بهذا يمكن إيقاظ روح الشعب للتعلق بحب الوطن والتفاني في الإخلاص له، كما يسجل المواقع والمذابح الحربية التي بدئ بها في عصر الأسرة الثامنة عشرة، والتي لا تزال شعوب الأرض المتحضرة في أيامنا هذه ناسجة على منوالها. وفي المتحف المصري قطعة مقلدة من الأصل المحفوظ بمتحف فلورنسا، تعد من أروع ما يستطيع الإنسان أن يشاهده لمثل هذه الحالة، تمثل عربة توتموزيس (١٤٢٠ - ١٤١١) يجدها الزائر تحت رقم ٣٠٠٠ داخل الصندوق حرف ط بالجناح الشرقي بالدور الأعلى
وبدأ فن التصوير ينحط عند انتهاء عصر المملكة الحديثة، فتراه قد عاد من حيث الضعف الفني إلى عهد الأسر الأولى، بحيث أصبح كل ما صور بعد هذا العصر. لا يخرج عن تقليد ضعيف لما سبق تصويره
أما النحت التصويري فكانت أزهى عصوره عند الأسرة الخامسة في المملكة القديمة، وهذا يتفق مع عصر النحت الكامل، وأحسن نماذجه وأروعها يمكن مشاهدتها بسقارة خصوصاً بمصطبة تي وبتاحوتب وكذلك بمعابد الملوك للموتى
على أنه يجب التنويه بأن الفن قد انحط في عهد المملكة الوسطى، وظل كذلك حتى عهد الأسرة الثامنة عشرة، حيث ترى في معابد الأقصر والدير البحري ومقابر الشيخ عبد القرنة دلائل التقدم
أما في عهد البطالسة (٣٣٢ وما بعدها) فقد تقهقر الفن، وأصبح التناسب ضعيفاً بين