إسماعيل مظهر تلك المادة ذات التلوين القاعدي غالباً الموجود داخل نواة الخلية؛ ثم لدينا (كروم) وهو المعدن المعروف بباهر لون مركباته، ثم لدينا (كروما) وهي وحدة إدراك الألوان في البصريات لا أجهل أن عبقرية أعضاء المجمع المحترمين لن يعوزها ترجمة كروماتين ولكن ما القول في الكروم. أيترجم هذا أيضاً وهو اسم علم لمعدن لم يعرفه العرب؟ إذن يجب ترجمة البلاتين ثم الراديوم والمزوتوريوم إلى آخر سلسلة المعادن ذات الإشعاع، وكذلك الكلور والبروم واليود والبور الخ. ولكن هذه الكيمياء اللعينة لها مشكلة أدهى وأمر: هي المركبات العضوية التي يتألف اسم الواحدة منها من خمسة أصول يونانية أو أكثر كل منها يدل على وظيفة كيميائية يجب ذكرها، ولكني أترك الكيمياء لحظة حتى ننتهي من هذا الحوار حول ترجمة المصطلحات المختلفة المشتقة من الأصل اليوناني ذكرت لك أن وحدة الألوان هي كروما، فهل ينبغي تمشياً مع عملية التطهير ترجمة هذه الوحدة أيضاً كما ترجم بعض أعضاء المجمع المتر والياردة؟! وإذا كان الأمر كذلك فإنه ينبغي أن نترجم الوحدات الفيزيقية الأخرى مثل (دين) و (ديوبتري) ثم (فلت) و (أمبير) و (وات) الخ، ولكن مهلاً! إنك تعرف يا سيدي أن هذه الوحدات الأخيرة هي أسماء لعلماء كانت حياتهم وقفاً على خير الإنسانية، فأراد القوم أن يخلدوهم بتسجيل أسمائهم وحدات عالمية. ولا أخالك تجهل أن أحداً من المشتغلين بالعلم والعارفين فضل هؤلاء العلماء لن يقبل أن يسمع حتى الجدال حول ترجمة هذه الوحدات، بل أثق ولا أشك أنك تثق معي أنه مهما شرع المجمع ومهما صدرت القوانين الصارمة بتحريم استعمال هذه الألفاظ (الأعجمية) فسيكون موقف العلماء في مصر كموقف جاليلي حينما أرغم على القول بأن الأرض ساكنة ثم لم يلبث أن قال (ورغماً عن ذلك فإنها تدور) ,
إذن فلابد لنا - ورغماً عن أنفنا - من ألفاظ أعجمية. ولكن ماذا؟ أيذهب بنا الطهر اللغوي أن نكون ملكيين أكثر من الملك فننسى أن العرب أنفسهم لم يأنفوا من هذه الألفاظ الأعجمية! وإلا فما قولك في مصطلحات مثل فلسفة وكيمياء وقاطيغورياس وكلها يونانية محضة؟ وما قولك في هذا المجمع الفرنسي الذي يقبل ويسجل , , وكلها عربية محضة؟ ثم ما قولك في هؤلاء العلماء الغربيين الذين يقبلون ويستعملون اسم هذا الدواء الذي حضره الأستاذ الدكتور خليل عبد الخالق وسماه فؤادين تيمناً باسم المغفور له فؤاد الأول