للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهو اسم أعجمي بالنسبة لهم ولا تزكيه دلالة علمية؟ ثم هذه المصطلحات الألمانية المحضة مثل (ماستزلن) وغيرها المستعملة في علم الأنسجة في فرنسا وإنجلترا. وهذه المصطلحات التي تسمها سمة يابانية و. . . وبعد فإنه مهما يكن من الأصل الذي اشتق منه الاصطلاح العلمي فإنه إذا كتب له البقاء - وليس هذا متوقفاً على صحته من الوجهة الفقهية فهذه كلمة (بكتيريا) ومعناها في اليونانية عصا أي جسم مستطيل ومع هذا فإنهم يقولون بكتيريا مستديرة مثل (ستافيلوكوكاس) وهذه هي وهي مزج يتعارض مع أبسط قواعد الفقه اللغوي بين اصل يوناني أي دم واصل لاتيني أي زراعة - أقول إذا كتب لمصطلح البقاء فإنه يأخذ مكانه في لغة العلم (بوضع اليد) ويفرض نفسه على الاستعمال مهما كان فيه من خطأ فقهي لأنه نشأ عن مبدأ انفردت به لغة العلم وهو التخصيص والتمييز كما قلت آنفاً لمعنى جديد يشترك في بعض صفاته مع معان متداولة، فهم عندما قالوا (أنابولزم) لم تعوزهم كلمة في اللفات الحية تقابل (البناء) التي وضعها مجمع اللغة العربية ترجمة لأنابولزم، ولكنهم لاحظوا أنهم لو قالوا في الفرنسية أو في الإنجليزية مثلاً فإنه يختلط الفهم بين هذه الألفاظ العامة وبين المعنى الجديد المراد تحديده. بل إن في المصطلحات العلمية معاني تشترك في بعض صفاتها مع مصطلحات أخرى، فهذه (فوتون) ذرة الضوء، وهذه كروما وحدة إدراك الألوان، وهذه ديوبتري وحدة الانكسار في البصريات، لا يخفى ما بينها من العلاقة، ثم ما بين الأولى وبين الذرات الأخرى (إلكترون) و (بوزيترون) الخ، فوجب التمييز والتحديد بالرجوع إلى أصول تجهلها اللغات القائمة.

وليس هذا كل شيء، فهناك أيضاً إرادة مزج معنيين أو أكثر في لفظة واحدة على أن تكون هذه المعاني واضحة تذكرها جميعاً إذا ما ذكر الاصطلاح. ويبدو هذا واضحاً في الكيمياء العضوية وليكن على سبيل المثال المركب وهي (البيراميدون) المستعملة في علم الأقرباذين ضد الحمى؛ فأنت ترى أن هناك خمسة وظائف كيميائية يجب ذكرها جميعاً عند التعبير كيميائياً. وليسمح لي الكاتب الفاضل بشيء من الفضول لأسأله كيف السبيل إلى ترجمة مثل هذه العبارات الفنية إذا بقي لدينا شيء من الإخلاص للعلم. وهلا يضن أن مثل هذه العبارات ليست أعجمية بالنسبة للغات الأوربية. ولكننا لم نسمع أن مجمعاً من مجامع اللغة في أوروبا أو في غيرها شن الغارة عليها بدعوى أن هناك غزوة ألفاضه أعجمية ضد

<<  <  ج:
ص:  >  >>