بكلتا يدي وأغيب في غمرة موجعة متمنية بعدها المنية لأنه لا قدرة لي على استماع أناتك وشكاواك!
أضرع إلى الله أن يرحمني بشفائك. وثق أني سأبقى سجينة مخدعي بعيدة عن خلوات أحلامي متجردة من سروري وابتسامي، هاجرة شعاع القمر الشاهد على أويقات حبنا وغرامنا حتى تعود إلى ذراعي حبيبتك
(إذادورا)
- ٢ -
يا معبودي الجميل!
الآن وقد أرخى الليل سدوله على البسيطة مغلقاً بأنامله الناعمة أجفان النيام، تمر بي أشباح خفية هامسة في مسامعي اسم ذلك الحبيب الذي أجرى في أودية قلبي جدولاً لا ينقطع خريره، وغرس في حديقة روحي زهرة معطرة لا تموت.
وعلى هذا النغم الشجي المؤثر الذي تلحنه الظلمة فيردده الدجى باكياً ملتاعاً، أسمع نعيباً منذراً بمأساة مرعبة فأمسي كورقة تهب عليها الرياح السافيات.
لقد مات بيننا الحبيب صباح اليوم! مات ضمن قفصه وهو ينظر إلى الأعالي كأنه يرى بين الغيوم خيالاً عجيباً. فبكيته طويلاً وقلت في نفسي هل مات حبنا المقدس بموت هذا الطائر الصغير!
إن نفسي تنفحها الآن نار متلظية، نار محرقة تضرمها أيد مجهولة؛ فمتى تتحول هذه النفس إلى رماد هامد لا يحس؟ إن النفس التي تحس لهي شقية، إذ تحيا هائمة وراء أحلامها الشاردة. ولن أشعر بالراحة إلا عندما تغمرني بقبلاتك الطائشة
(إيذادورا)
وأذكر أنن عندما قرأت هذه الرسائل - وكلها مطلية بالحب والغرام - استولت علي كآبة خرساء بلا معنى، وأية روح مهما بلغ فهمها لفلسفة الحب لا تشعر بسلطان خفي مجنح يستأثر بها ويحملها إلى أمكنة نائية لا تنطق فيها إلا العهود، ولا يتمايل في أجوائها غير الوفاء