للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لم تذله تلك الأنظمة الجائرة، أبيا لم يألف طغيان الملوك، وجبروت الأباطرة، ليختم صفحة الماضي السوداء، ويفتح في التاريخ صفحة بيضاء جديدة

إن البناء القديم قد تهدم وخرب، ولم يعد صالحا، ولابد من شعب قوي ماهر، يهدم هذه الأطلال البالية، ثم ينشئ بناء جديدا.

إنه ليس في العالم إلا ثلاث كتل كبيرة. . . كتلتان تتصارعان صراع الديكة، قد أمسكت كل واحدة بعنق الأخرى، فسالت دماء الشعوب، والملوك يضحكون ويفرحون لأنهم سيصبغون بالدم ثيابهم لتغدو قرمزية حمراء، يمتازون بها من (سواد الشعب) وطاحت جماجم الشعوب، والملوك يضحكون ويفرحون، لأنهم سيبنون منها برجا، يترفعون به عن غمار الشعوب

هاتان هما الإمبراطوريتان الفارسية والرومانية، وهناك كتلة أخرى في زاوية الكون نائمة على ضفاف (الكنج) ووراء (همالايا) لا يدري بها أحد. . .

أمم تشقى ليسعد أفراد. شعوب تضنى ليحيا رجال. مدن تحرق لتشعل منها (سيجارة) إن هذه حال يجب أن يوضع لها حد! فمن هو الذي ينقذ العقل البشري من قيود الجهل والاستبداد! من هو الذي يمحو هذه الأرستقراطية العاتية السخيفة؟ من يهدم هذه الهياكل البالية ليقيم على أطلالها صرح الحضارة؟ من الذي يمهد السبيل للمستقبل المنتظر، لعصر الراديو والطيارة؟ لعصر العلم والفضيلة؟ لعصر الحرية والعدالة والمساواة؟ لعصر السوبرمان. . .

لا أحد!

كل شيء هادي في العالم!

إن القافلة تمشي ببطء في عرض البادية، قد خرس الحادي، ومات الدليل، إنها تمشي نحو الموت!

إن السفينة تتخبط في لجة اليم، تميل وتضطرب، لم يعد لها أمل، قد هبت العاصفة وطغى الموج، وغرق الربان!

يا من يهد القافلة الضالة؟

يا من يخلص السفينة الحيرى؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>