للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الخبر مضطرب يحتاج إلى تصحيح. أو نقول هو ملفق يحتاج إلى تقويم وتوضيح.

والتلفيق أصله في الثوب: يعمد إلى ما بلي ورث من وسطه ثم يضم لفقاه (أي طرفاه) أحدهما إلى الآخر ويخاطان.

فالخبر المنقول من طبقات الشعراء ينتهي لفقه الأول عند قوله (فزوجه أم عمرو ابنة عقيل) وبين هذا اللفق واللفق الذي بعده وهو (فلما أهداها تمثل الخ) كلام ساقط سهواً من النساخ يمكننا العثور عليه في معجم البلدان طبعة أوربا (ج٤ ص٦٦٧) عند الكلام على دير سعد. وهذا نص ما في المعجم بعد حذف السند:

(خرج عقيل بن علفة وابنه جثامة وابنته الجرباء. (ولعلها غير أم عمر التي زوجها من الخليفة في الخبر المنقول عن طبقات الشعراء) حتى أتوا بيتاً له ناكحا في بني مروان بالشامات (يعني أن عقيلا كان ناكحا أي متزوجا امرأة في بني مروان وقد أتاه زائراً مع ولديه، والشامات هي بلاد الشام) ثم إنهم قفلوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال عقيل:

قضيت وطراً من دير سعد وطالما ... على عرض ناطحنه بالجماجم

ضمير قضت يرجع إلى النياق. وقوله (على عارض) بالعين المهملة ولعل صوابه (على غرض) بالمعجمة مصدر غرض إليه إذا اشتاق إليه).

(ثم قال عقيل لابنه: أنفذ يا جثامة (أي أجز البيت بضم بيت آخر أليه) فقال جثامة:

فأصبحن بالمومات يحملن فتية ... نشاوى من الإدلاج ميل العمائم

إذا علم غادرنه بتنوفة ... تذار عن بالأيدي لآخر طاسم

(طاسم بمعنى طامس وكأنه مقلوبه) ثم قال عقيل لابنته الجرباء: أنفذي يا جرباء فقالت:

كأنَّ الكرى سقّاهمو صَرْخَدِية ... عُقارا تمطى في المطا والقوائم

(قول الجرباء هذا في وصف الخمرة وتأثيرها في ظهر شاربها وقوائمه راب أباها عقيلا وجعله يعتقد أن ابنته الجرباء من شاربي الخمرة وإلا لما أجادت وصفها)

فقال عقيل: شربتها ورب الكعبة، لولا الأمان لضربت بالسيف تحت قرطك. أما وجدت من الكلام غير هذا؟

فقال جثامة أخوها (منافحاً عنها): وهل أساءت؟ إنما أجادت وليس غيري وغيرك (يريد جثامة) أنه لا يضر أخته في خلوتها مع أبيها وأخيها إذا قالت الشعر وأجادت في وصف

<<  <  ج:
ص:  >  >>