مماثلة في شكلها للسروج الإغريقية التي هي من نوع السروج الشرقية تماماً.
وكان عرض الجيش جزءا من تدريب الجند في أوائل عهد الدولة العباسية وبخاصة في عهد المنصور الذي اهتم اهتماماً كبيراً بالمسائل الحربية. وكان يحب أن يعرض جنده وهو جالس على عرشه لابساً خوذته ودرعه، فكانت تصف الجيوش أمامه في ثلاثة أقسام: عرب الشمال (مضر)، وعرب الجنوب (اليمن) والخراسانيون. ومما ذكره المسعودي في كتابه مروج الذهب عن حصار جند المأمون بغداد نتبين وصف الآلات الحربية التي كان يستعملها العباسيون في ذلك العصر. وهاك ما ذكره المسعودي بنصه:(ونصب هرثمة بن أعين على بغداد المنجنيقات ونزل في رقة كلواذا والجزيرة، فتأذى الناس به، وصمد نحوه خلق من العيارين وأهل السجون، وكانوا يقاتلون عراة في أوساطهم السامين والميازر. وقد اتخذوا لرءوسهم دواخل من الخوص سموها الخوذ، ودرقاً من الخوص والبواري، قد قرنت وحشيت بالحصا والرمل. على كل عشرة عريف، وعلى كل عشرة عرفاء نقيب، وعلى كل عشرة نقباء قائد، وعلى كل عشرة قواد أمير، ولكل ذي مرتبة من المركوب على مقدار ما تحت يده. فالعريف له أناس مركبهم غير ما ذكرنا من المقاتلة، وكذلك النقيب والقائد والأمير، وناس عراة قد جعل في أعناقهم الجلاجل والصوف الأحمر والأصفر، ومقاود قد اتخذت، ولجم من مكاس ومَذاب، فيأتي العريف وقد أركب واحداً وقدامه عشرة من المقاتلة، ويأتي النقيب والقائد الأمير، فتقف النظارة ينظرون إلى حربهم مع أصحاب الخيول المعدة، والجواشن والدروع والتجافيف والرماح والدرق التبتية)
ولما ولي المتوكل الخلافة، أمر كل الجنود بتغيير زيهم القديم، وألبسهم أكسية رمادية، وأمرهم ألا يجعلوا السيوف على أعناقهم، بل يضعوها في مناطقهم حول وسطهم.
ومن أي جهة بحثنا في الجيش فإننا نصادف ما يماثلها في العصر الحديث؛ من ذلك نظام الجاسوسية عند العباسيين، فقد كانوا يستخدمون في ذلك كلا الجنسين من الرجال والنساء الذين كانوا يرحلون إلى البلاد المجاورة متنكرين في أزياء التجار والأطباء وغيرهم، لجمع الأخبار ونقلها إلى دولتهم. ولم تكن الجاسوسية العربية أكثر نشاطا ولا أعم انتشارا في بلد من البلاد منها في الدولة البيزنطية التي كانت لا تزال تنافس الدولة العربية، والتي كان أهلها في الماضي أساتذة العرب في الفنون الحربية