(هناك في ظل النقاء والصدق تطيب لي الرجعى إلى نشأة الإنسانية الأولى. إلى الأزمان التي تلقى فيها بنو الإنسان كلمة الحق منزلة من الله بلسان أهل الأرض. فلم يقدحوا فكراً ولم يكدوا ذهنا. إلى تلك الأزمان التي كانوا فيها يبجلون السلف. وينهون عن كل دين غير دينهم
(أريد التملي من عصور الفطرة بأفقها الممدود المحدود: فكر قانع وإيمان واسع
(أريد معاشرة الرعاة في المنتجعات، والاسترواح في ظلال الواحات، والارتحال مع القوافل متجرا في الطرح والبن والمسك، طارقاً كل درب من البوادي إلى الحضر
(وسيان أنجدت أو اتهمت، فإن أغانيك يا حافظ تؤنسني في وعثاء السفر، إذ يترنم المرشد بها على ظهر برذونه مأخوذا طربا، وكأنما يوقظ بها النجوم الوسنى، ويرهب قطاع الطريق
(هناك في الشرق في ردهات حماماته وبين جدران خانه، أريد أن أذكرك يا مولانا حافظ وقد رفعت حبيبتي خمارها، وتضوع الطيب من غدائرها المهدلة المضمخة بالعنبر
(وليعلم الذين ينفسون على حافظ جمال حياته وحلاوة شعره، والذين تطوع لهم نفوسهم التعريض بهتانا بكفره، أن كلمات الشاعر لا تبرح حائمة حول جنة الخلد، طارقة في لطف أبوابها تطلب الخلود)
تعويذة
(لله المشرق، ولله المغرب، وفي راحتيه الشمال والجنوب جميعا
(هو الحق، وما يشاء بعباده فهو الحق. سبحانه له الأسماء الحسنى، وتبارك اسمه الحق، وتعالى علواً كبيرا
(ينازعني وسواس الغي. وأنت المعيذ من شر الوساوس. فاللهم اهدني في الأعمال والنيات إلى الصراط المستقيم
(ومهما تضللنا النزعات وتزين لنا الشهوات. فالنفس التي لا تذهب في الغي شعاعا ولا تضيع ضياعا، لا تلبث بالادخار والأباء أن تنطلق عارجة إلى أوجه العلاء
(وللناس في ترديد أنفاسهم آيتان من الشهيق والزفير: هذا يفعم الصدور وهذا يفرج عنها. كذلك الحياة عجيبة التركيب. فاشكر ربك إذا بليت. واشكر ربك إذا عوفيت