للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أفليس هذا شكلاً جديداً للخير والشر؟ أفما تسمعون بهذا القول خرير الينبوع العميق الذي غربت مسالكه من قبل عنكم؟

إنها لفضيلة جديدة تمنح الإنسان قوة وتبعث فيه عزماً، هذه الفكرة المتحكمة في روح بلغت الحكمة لأنها شمس مذهبة التفت عليها أفعى الحكمة.

- ٢ -

وصمت زارا مرسلا نظرات الحب إلى اتباعه، ثم ارتفع صوته بنبرات جديدة قائلا: - اخلصوا للأرض، يا اخوتي، بكل قوى فضيلتكم. ولتكن معرفتكم خادمتين لروح الارض، انني اطلب هذا متوسلا.

لا تدعوا فضيلتكم تنسلخ عن حقائق الأرض لتطير بأجنحتها ضاربة أسوار الأبدية، ولكم ضلت من فضيلة من قبل على هذا السبيل.

أرجعوا الفضيلة الضالة كما رجعت بها أنا إلى مرتعها في الأرض. عودوا بها إلى الجسد وإلى الحياة لتنفخ في الأرض روحها، روحا بشرية.

لقد تاه العقل وتاهت الفضيلة فخدعتها آلاف الأمور، ولما يزل هذا الجنون يتسلط على جسدنا حتى أصبح جزءاً منه فتحول فيه إلى إرادة.

لقد قام العقل وقامت الفضيلة معه بتجارب عديدة فضلاً على ألف سبيل؛ وهكذا اصبح الإنسان عبارة عن تجارب ومحاولات ألصقت بنا الجهل والضلال. وليس ما استقر فينا من تجارب حكمة الأجيال فحسب، بل جنونها أيضاً. ولكم يتعرض الوارثون إلى أخطار.

إننا لم نزل نصارع جبار الصدف، ولم يزل العته سائدا على الإنسانية حتى اليوم

ليكن عقلكم وفضيلتكم بمثابة روح للأرض وعقل لها.

أيها الأخوة فتتجدد بكم قيم الأشياء جميعها، من أجل هذا وجب عليكم أن تبدعوا.

إن الجسد يطهر بالمعرفة، فيرتفع بمرانه على العلم، لأن من يطلب الحكمة يطهر جميع غرائزه، ومن ارتقى فقد أدخل المسرة إلى نفسه.

أعن نفسك، أيها الطبيب، لتتمكن من إعانة مريضك. إن خير ما تبذله من معونة لهذا المريض هو أن يرى بعينه إنك قادر على شفاء نفسك.

إن في الأرض من السبل ما لم تطأها قدم بعد، فما أكثر مجاهلها وما أكثر خفاياها!!

<<  <  ج:
ص:  >  >>