كتب الرحلات من الأسفار التي يعنى الأوربيون بالإكثار منها لأنها وسيلة من وسائل إيقافهم على مجرى أساليب الحياة في الأقطار الأخرى، ولعل أكثر الأمم اهتماماً بذلك الشعب الإنجليزي، فقد جبل على حب المخاطرات والتنقل بين بلدان الشرق والغرب، وهذان كتابان أصدرتهما مطبعة في الشهر الماضي أما الأول فهو رحلة إلى سمرقند وبعض البلدان الأسيوية لسيدة إنجليزية هي إثيل مانين وهي تذكر في كتابها هذا ما لاقته من صعاب البيروقراطية الروسية في منعها من الدخول هناك، وتقص كيف تمكنت من عبور الحدود ودخول تركستان الروسية من (كراسنوفدسك) الواقعة على بحر قزوين ثم منها إلى تاشقند، وذلك ففي أسلوب يستهوي القارئ وتصف معيشة أهل السهوب والقفار وتقول في سياق حديثها (وفي القوقاز، كنا أول سيدات إنجليزيات يزرن هذه البلدة الألمانية الصغيرة جراندنبرج، تلك الواحة المنسية في بحر مترامي الأطراف من العشب) كما تلم بعادات القبائل الكردية والفارسية والقوقاز، والأزْبك والتتار، وتصف حياة النساء مما يدل على أنها تغلغلت بين طبقات هذا المجتمع الذي يعد حلقة اتصال بين البداوة في صورها الأولى والحضارة الغربية وتقول إن الحرية التامة متوفرة بين هذه الشعوب الشرقية، وإن الحضارة الأوربية إنما تفقدهم الكثير من صفاتهم الجميلة ولكنها لا تصيرهم غربيين.
أما الكتاب الآخر فعن ألمانيا الهتلرية وعنوانه ألفه شاب إنجليزي حدث يدعى سمع الكثير عن ألمانيا النازية من مدح وقدح فأحب أن يلمس ذلك عن قرب فسافر إليها، وفي الفصول الأولى تقدمة تاريخية عن ألمانيا منذ أواخر القرن التاسع عشر ويصف فيه محاسن النازية ومثالبها، وإن كان يميل في الغالب لاستحسان أعمالها على وجه الإجمال
حفلات غنائية هائلة
تقام في شهر يولية القادم بمدينة برزلاو بألمانيا حفلات غناء هائلة يشترك فيها مائة وعشرون ألف مغني؛ وتنظم فيها جماعات للغناء والنشيد المشترك تضم الواحدة ثلاثين ألفاً