تحلمون! وهذا العهد ليس بالخفيف عهده، ومتى كان عهد التحرر خفيفاً؟
هذا عهد تريد فيه أمة أن تخلق
هذا عهد تريد فيه أمجاد قديمة أن تزحف
هذا عهد تريد فيه كبرياء شعب أن تتيقظ!
هذا عهد تريد فيه حضارة ساهمت في الحضارة الإنسانية أن تسطع منارتها وأن تتم رسالتها!
ومن لهذا العهد إلا الشباب الذين لا يقولون (القناعة كنز لا يفنى) لأنهم لا يعرفون القناعة. . . إلا الشباب الذين لا يقولون ما يقول ذوو النفوس الحقيرة:(كلب جوال خير من أسد رابض) لأنهم يعلمون أن روح الأسد لا تنوب عنها أرواح الكلاب مجتمعة. والربوة التي يحميها أسد رابض لا يقدر على حمايتها ألف كلب جوال. . وهو بعد ذلك أسد لا يربض، لأن الأسد لا يعرف الربوض
إلا الشباب الذين يقولون ما قال أبو حمزة الخارجي عندما عيره أهل مكة بأصحابه:(تعيرونني بأصحابي! تزعمون أنهم شباب، وهل كان أصحاب رسول الله إلا شباباً!)
هذا العهد ينادي إليه الأرواح الجبارة لترافقه ولا ينادي جثثاً خالية من الإحساس يحملها على ظهره. لأنه يريد رفاقاً يحسون ويلتهبون، قد أدرعوا الإرادة وساروا يقتحمون كل شئ كالسيل الجارف، يثبون فوق القمم وثباً ولا يزحفون زحفاً، في نفوسهم عقيدة تفيض حماسة وقوة، يفرضونها فرضاً على الزمان ولا يجد الزمان إلى إخفاقها سبيلاً.
هؤلاء الرفاق يستطيعون أن يمشوا معه لا تثنيهم عقبة ولا يحول بينهم وبين بغيتهم حائل. ومن هم هؤلاء الرفاق الأشداء إلا الشباب؟ روح الأمة ولون وردها الأحمر المشتعل، وعزيمتها التي لا تكل.
تحررتم أيها الشباب من العبودية السياسية، فلتتحرروا من كل عبودية. وليكن هدفكم التحرر في كل شئ. وكره العبودية في كل شئ.
شباب قنع لا خير فيهم ... وبورك في الشباب الطامحينا